[أليلى]
أليلى ما لحزنك لا يجارى؟ ... فان لهيب عينيك استطارا
فان كنت امتلأت أسى وحزناً ... فقلبي مفعم مرضاً ونارا
تعالي نحتسب بالصبر حتى ... نزحزح عن مآربنا الستارا
عهدتك جلدة في كل خطب ... فمم أبنت آلاماً جهارا؟
ألا ليت الخطوب تعاف قوماً ... تمنوا: لو يموتون انتحارا
أليلى خففي الأحزان إني ... زميلك صرت انتظر الدمارا
عيون الحق قد نامت طويلا ... ولم توقظ ليال أو نهارا
لئن جحدوا حقوقك فارقبيهم ... فسوف ترين للظلم انهيارا
دعيني كي أحدثك حديثاً ... به طير الحقيقة نحوي طارا
ألم تري البلاد فقد أصيبت ... بقوم إربهم أضحى النصارا
أراهم عند خستهم صحاة ... وعند مرام موطنهم سكارى
لهم وجهان وجه نحو غدر ... ونجه يقنع لقوم الحيارى
فويلي أن أطالبهم بحق ... بذاك اعد متبعاً شرارا
أناس لم أجد فيهم رؤوفاً ... ولا شهماً رحيماً أو غيارى
أراهم اظهروا الإخلاص غشاً ... ويقترفون آثاماً كبارا
فهم ترك إذا حكمتك ترك ... وهم ظلم إذا الغربي جارا
أليلى كفكفي دمعاً سجيماً ... هل انحسرت لك العقبى انحسارا؟
أنحن أولي الحمية والتعالي ... نقاسي ظلم من في الغي سارا؟
فموطننا بموقفنا شهيد ... وقد عرف الألى لزموا الفرارا
فسل عنا (الفرات) بكل فخر ... إذا (استقلالنا) منه استنارا
وسل عنا (ديالى) عن حروب ... لنا من حين أن كنا صغارا
ثبتنا في مواقف محرجات ... ولاقينا مدافع وانفجارا
وذدنا عن حمى وطن ذليل ... ورمنا في معاركنا انتصارا