للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكلا الأمرين معروف في البصرة فإن ماءها كثير جم يجدده المد والجزر على الدوام فهو طري حديث العهد. وهي أيضاً معروفة بكثرة التمر وحسنه ولا سيما رطبها. - قلنا: كل هذا ممكن لكن الرواية هي بالصاد لا بالسين كما رواها جميع المؤرخين واللغويين والأدباء ولم نسمع من ذكرها

بالسين. فليختر القارئ بعد هذا ما يشاء.

[فوائد لغوية]

١ - دور الاستبداد

أكثر الكتاب في هذه السنين الخمس الأخيرة من قولهم: (دور الاستبداد) وقد وقعت هذه الكلمة في منشآت أفصح الصحف والمجلات. ولا وجه لها في العربية إلا بتكلف عظيم. وهم يريدون بذلك: (عهد الاستبداد) ولم ترد الدور المعنى إلا في التركية الحديثة وهي من الألفاظ التي أفسدت معناها اللغة العثمانية أما (العهد) بهذا المعنى فمشهور ويقابله بالفرنسوية:

٢ - أشان بحقه ومشين به. وورود افعل بمعنى فعل

من الألفاظ التي لهج بها كتاب العصر قولهم: هذا مشين به وقد أشان بحقه. ولم يرد هذا الباب في كلامهم. إلا أن له وجها وهو أن صاحب المزهر قال (في ٢: ٢٠٦) كان الكسائي يقول: قلما سمعت في شيء (فعلت) غلا وقد سمعت فيه (افعلت). وقال أيضاً (في ٢: ١٦٧) قال في الجمهرة في باب ما اتفق عليه أبو زيد وأبو عبيدة وكان الأصمعي يشدد فيه ولا يجيز أكثره مما تكلمت به العرب من (فعلت وأفعلت) وطعن في الأبيات التي قالها العرب وأستشهد على ذلك: بأن لي الأمر وأبان، ونار لي الأمر وأنار. . . إلى أن قال: وسرى وأسرى. ولم يتكلم فيه الأصمعي لأنه في القرآن. وقد قرأ: فأسر بأهلك واسر بأهلك. قال: وكذلك لم يتكلم في عصفت واعصفت لأن في القرآن: ريح عاصف. . . .) فيظهر من هذا الكلام وما ذكره غير واحد من اللغويين أن أصحاب دواوين متون اللغة لم يدونوا جميع الأفعال الواردة بالوجهين فعل وافعل ولهذا لا نجسر أن نقطع كل القطع بخطأ من ينطق باشان. اللهم إلا أن يجد المخطئ نصاً صريحاً يمنع هذا الباب لهذا الفعل فحينئذ نعنو له ونسلم له بالحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>