لا غرابة في أن تكثر على العائد أي الوطن أسئلة المحادثين في شأن الأصقاع القادم هو منها، ولا سيما إذا كانت البلاد الشهيرة وكانت منزلتها في نظرهم منزلة عالية مثل بلاد فلسطين وفي رأسها عاصمتها القدس الشريف وما جاورها من المدن ذات الشأن.
فمن جملة ما وقع الحديث في صدده في أحد المجالس هو أصل اسم (بيت لحم) التي طبق صيتها الخافقين منذ ولد فيها السيد المسيح.
وعليه أحببت أن آتي قراء هذه المجلة الزاهرة بكلمة عن هذا الموضوع إذ بذلك يتسنى لي عرض مثال حسي لما قد طالما وددت كما يود ذوو الشأن والاختصاص أن يقف على حقيقته أبناء اللغة العربية ولا سيما أهل هذه الديار وهو أن أنجع الوسائل للتوصل إلى استطلاع خصائص العربية وكل واحدة من أخواتها السامية هو مقارنة أصول هذه الألسن وخواص بعضها ببعض مما قد نشأ عنه علم قائم بذاته سماه الفرنج واضعوه:
أي علم مقابلة الألسن السامية أو بالاختصار:(الألسنية السامية).
(بيت لحم) اسم لمدينة صغيرة جميلة في فلسطين واقعة في غربي القدس تبعد عنها نحو ١٠ كيلومترات. وأول مرة جاء ذكر هذا الاسم قديماً كان في أعتق سفر من أسفار التوراة وهو سفر التكوين وذلك عند سرد قصة عودة يعقوب أبي الأسباط من ربوع بين النهرين وولادة راحيل امرأته وموتها ودفنه لها في موضع قريب من (بيت لحم) أقيم فيه مزار لليهود حتى اليوم.
بيت لحم اسم عبري مركب من كلمتين وهما بيت ولحم. ومعناهما الظاهري بيت الخبز. ولهذين اللفظيين وجود في غير العبرية من اللغات السامية أي في