للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره]

خطبة ملك العراق في فتح مجلس الأمة

كنا ذكرنا في الجزء الماضي (ص ٣٩٩) بفتح مجلس الأمة ولما كانت خطبة الملك. أو قل (خطاب) الملك لنوابه من أجل الأمور لأنه يوقفنا على ملخص السنة الماضية وخلاصة الشؤون التي تجري عليها حكومتنا، كان من اللائق أن ندرجه بحروفه وهو هذا:

حضرات الأعيان والنواب: يسرني أن افتتح مجلسكم في دورته الثانية مرحبا بممثلي الأمة وأعيانها راجيا من الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والفلاح.

لقد دعت الظروف كما تعلمون إلى حل المجلس النيابي السابق وانتخاب مجلس جديد بغية الرجوع إلى رغبات الأمة في بعض الأمور الخطيرة فجرى الانتخاب وتألف مجلس النواب ممن اختارتهم الأمة لتمثيلها فلنا وطيد الأمل انهم سيكونون عند حسن ظنها فيهم.

أيها السادة:

أن وضعنا السياسي في تحسن مستمر وعلاقاتنا الخارجية توطد يوما فيوما على أسس ثابتة. ففي السنة الماضية كان موعد إعادة النظر في المعاهدة الإنكليزية العراقية وبالنتيجة وقع في معاهدة جديدة مع حليفتنا بريطانية العظمى ولم تزل المفاوضات جارية بشأن تعديل الاتفاقيتين المالية والعسكرية وعندما تنتهي هذه المفاوضات وتسفر عن نتيجة ملائمة لمصلحة البلاد تعرض المعاهدة والاتفاقيتان على مجلسكم للبث فيها.

لم يطرأ تطور جديد على علاقات العراق مع الدول المجاورة له سوى ما وقع مؤخرا على الحدود العراقية النجدية من الحوادث المؤسفة التي أطلعتم عليها في حينه. لقد كان في الإمكان أن تحسم المشاكل بين الطرفين بالطرق السياسية السليمة إلا أنه لم يقع شيء من هذا القبيل بل قامت العشائر النجدية بشن الغارات على الحدود. فاتخذت

<<  <  ج: ص:  >  >>