للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذوو السنة حداد.

وقد ألقيت إليك جملا من ذكر آل الرسول، يستدل بالقليل منها على الكثير والبعض على الكل، والبغية في ذكرهم، انك متى عرفت منازلهم، ومنازل طاعتهم، ومراتب أعمالهم، وأقدار أفعالهم، وشدة محنتهم، وأضفت ذلك إلى حق القرابة، كان أدنى ما يجب علينا وعليك الاحتجاج لهم، وجعلت بدل التوقف في أمرهم؛ الرد على من أضاف إليهم ما لا يليق بهم، وقد تقدم من قولنا فيهم متفرقاً ومجملاً ما أغنى عن الاستقصاء في هذا الكتاب.

[إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان]

جاء في الأمثال العائرة: (من علمني حرفاً، كنت له عبداً) وعسى انك لا تنسى أننا علمناك مدة ثلاث سنوات، لا حرفاً أو حرفين، بل مئات من الحروف ولا زالت مسودات بعض مقالاتك محفوظة عندنا. تشهد شهادة صدق بأننا كابدنا الأمرين لتلقينك شيئاً من العربية التي عدت إلى جهل قواعدها وأحكامها منذ أن ران على قلبك الهوى ونكران الجميل. وان كنت قد نسيت متاعبنا معك، تلك التي يعرفها من كان يتردد إلينا وقت تعليمنا إياك، ولا ينساها من تعود الاختلاف إلينا إلى عهدنا هذا، فادفع أجرة طبع تلك المسودات حفراً على المعدن، ونحن ننشرها هنا.

ثم انك تأتينا في هذه الأيام وتنشر في المشرق (٢٩: ٣٣٢ إلى ٣٤٠) مقالة وسمتها (طريقة في العلم معيبة) ونسيت نفسك، إذ كل ما نشرته كأصل الحواري والداوية إلى غيرهما مسروق برمته من كتب الأدباء أذن:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

وفي مقالك من التبصبص للبعض والتذبذب لهم ما لا مثيل له، فتباً لمثل هذه الشنائع! وعليه: سددنا بوجهك كل باب في الرد عليك، إلى أن تستعذر منا، وتسير بموجب آداب النقد النزيهة. أما لغة العرب فلا تكتب بعد الآن شيئاً في حقك خيراً ولا شراً، ولا تقبل من أحد كلمة بهذا المعنى. والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>