للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أسئلة وأجوبة]

البيداغوجية أو التفتية

س - بيروت - أ. س: هل في لغتنا العربية لفظة تؤدي معنى الإفرنجية بيداغوجية

ج - البيداغوجية: علم تعليم الولد وتهذيبه وتنشئته. والكلمة الإفرنجية منحوتة من اليونانية أي فتى وأي حجا وساق وقاد. وكلا اللفظيين الأعجميين ينظر إلى العربيين فتى وحجا، ومع ذلك لا حاجة لنا إلى الأعجمية لأن في لغتنا ما يغني عنها فقد قالوا تفتى الرجل: إذا كان ذا فتوة والفتوة عند العرب تشمل أرقى التهذيب فإذا كان عندنا تفعل جاز لنا أن نصوغ منه فعل فتقول التفتية، فالتفتية إذن: تهذيب الفتى على أكمل وجه.

وإليك ملخص ما قرأناه عن الفتوة في معجم دوزي والتاج وأبي الفداء ابن بطوطة: (الفتوة تفوق السادة المنتسبين إلى النبي الحنيف وتميزهم عن سواهم بشرفهم ورفعتهم. وفي عرف أهل التحقيق: أن الفتى من يؤثر الخلق على نفسه بالدنيا والآخرة. ومنه الكلام المأثور: لا فتى إلا علي) وكان ينتفع بمثل هذه المآثر والمكارم كل من كان ينضم إلى هذه البيت المنيف في نظرهم أما بمنزلة أصدقاء لهم وأما بمنزلة منسوبين إليهم من قبل الموالي. وكل من يفت يعتبر عضو جماعة أو شركة أو طريقة. وإذا فتى أحدهم البسوه بحضور الجمهور لباسا أسمه (سراويل الفتوة) أو (لباس الفتوة) دلالة على رجوليته وخلعوا عليه ثوباً أو ملبوساً آخر ينتقل إلى الخلف من السلف. وهذا ما اصطلحوا عليه في عرفهم بقولهم: (البس الفتوة أو فتى فتفتي) وكانوا إذا فتوا واحداً دفعوا إليه أيضاً كأساً تسمى كأس الفتوة وكان يحق لمن ينتسب إلى هذه الفتوة أن يصور على شعاره صورة الكأس أو سورة السراويل أو صورة الكأس والسراويل معاً. والقسم بالفتوة يعتبر من الأقسام المغلظة عند أبناء هذه الطريقة وكانت تعرف الفتوة في بلاد الروم (وهي المعروفة ببلاد الأناضول) (بالإخوان الفتيان) وكان من فرائضهم قرى الضيف وردع الظالمين وقتل تبعتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>