للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وازهق إذا كان الزهوق منجياً ... للمرء من ذل الحياة المثقل

فالموت منجاة وأشرف مذهب ... عند انسداد مسالك المتحول

ولعل أبأس بائس من لم يكن ... يدري على أي المراقي يعتلي

لقد اجتزأت بالاصطبار لعزتي ... والعز مثراة الكريم الأمثل

وانجابت الآمال بعد شروقها ... واليأس مصدأة لقلب المعمل

حتى رماني الدهر كل رمائه ... ولقد حفظت بكل حزم مقتلي

ما لي وللدنيا تريد تملقاً ... مني ولست إلى الهوان بمنزل

حاشى لنفسي المستميتة أن ترى ... تواقة لمعيشة المتسفل

ومن استعف عن الحطام فسالم ... من كل دخل أو تسخر مرذل

لم يجتمع عز وبخل في فتى ... كيف اجتماع مشرف ومسفل

يضعون من فضلي فيمرق شامخاً ... كالنور يسطع أو كلمحة معجل

إن ينقموا مني العزازة فهي لي ... شرف وللأوغاد شر منكل

دلتاوة:

مصطفى جواد

[الحدائق]

هيا إلى الورد اللطيف الجميل ... ينمو بماء يشبه السلسبيل

إلى الحدائق التي أزهرت ... والطير فيها طربت بالهديل

والماء يجري بين أشجارها ... يلمع كالسيف اليماني الصقيل

فوردها مبرقش مزده ... ذو أرج ينعش نفس العليل

قد ضمخت أنحاؤها كلها ... من الأريج المستطير البليل

تزينها الريح بتلعابها ... فهي صديق ما له من مثيل

كأنها التيجان في سوقها ... فوق ملوك بالهوى تستميل

<<  <  ج: ص:  >  >>