للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب المكاتبة والمذاكرة]

خيالات الصراف!

جاء في (صدى الوطن) الجريدة البغدادية الجريئة في عددها أل ١٨ الصادر في ١٥ ك ١ سنه ١٩٣٠ ما هذا نصه بحروفه:

(بالرغم مما عرف به احمد حامد الصراف من سعة الخيال وكثرة الاختلاق فلم يكن معروفاً عنه بلوغ هذه الدرجة في تصوير حوادث ليس لها اثر إلا في مخيلات الروائيين والقصصيين ونحسب أنّ الصراف منهم، إنّ لم يكن يفوتهم في متانة (الرتوش)، الذي يضعه على القصة، فيخرجها حقيقة واقعة تنطلي على الذين لا يعرفون من أخلاق الصراف إلا حديث الحلو. وابتسامته المصطنعة، كما انطلى على أدباء القدس، (ومحرري جريدة الحياة) حديث خرافة، لا ندري إذا كان وقع في العراق في هذا العصر، أو أنه يرجع بذاكرته إلى العصور السابقة ونحن ننشر هذه القطعة (للفن) الذي فيها، ذلك الفن الذي عرف به الصراف وإليكها:

(نظمت عقدنا جلسة أدبية وكنا أربعة: أديب العربية أستاذنا النشاشيبي، والأديب العراقي أحمد حامد الصراف، والأستاذ تيسير الدوجي، وكاتب هذه السطور. فكانت هناك خبرتان: بيان النشاشيبي، وأديب العراق. وما لنا من سكرين من بد. وتحدث الأستاذ الصراف عن أبي نواس والزهاوي بلهجته العراقية الجميلة، راوياً لنا هذه القصة الرائعة. قال أمتعنا الله بأدبه: بينما كان أحد الحفارين ينقب في ضاحية من ضواحي بغداد، إذا به يعثر على حجر رخامي طويل، أزال ما كان عالقاً عليه من التراب، فرأى عليها خطاً كوفياً فقرأ الرؤساء الكتابة، وإذا هي: (هذا قبر الحسن بن هانئ المشهور بأبي نواس).

<<  <  ج: ص:  >  >>