للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب المشارفة والانتقاد]

كل من يشتري كتبا على نفقته ويهديها إلى مجلتنا طالباً نقدها فإننا نلبي تنبيه طلبة وإن أبى مؤلفوها لأن غاية النقد تفليه المطبوعات وتخليص ما فيها من الشوائب. وقد أهدى إلينا جماعة من الفضلاء تصانيف عديدة ننقدها شيئاً بعد شيء ونرمز إليها بقولنا (هدية) بجانب اسم الكتاب.

٨٨ - كليلة ودمنة (هدية)

عني بضط غريبة وتفسير مشكلة وبيان ما فيه من أسماء الحيوان والطير محمد محسن نائل المرصفي طبع في مصر سنة ١٩٢٧

أهدى إلينا أحد الأفاضل هذا التأليف القديم الحديث الطبع وطلب إلينا أن نقول عنه كلمة في مجلتنا.

قلنا: الكتاب جليل الفائدة وقد ألبس حلة بهية من الطبع إلا أن الذي يشوهه سوء تفسير بعض الألفاظ المتعلقة بالحيوان أو الطير جارياً فيها على الأسلوب القديم العقيم الذي لا بد من أن يدفن مع من دفن من أصحابه القائلين به فقد ذكر مثلاً ص ٣١ القبرة بقوله: على وزان سكرة: نوع من العصافير، فهذا تعريف لا يفيد فائدة ولا يعرفنا بهذا العصفور فلو قال مثلاً: (طويئر من مخروطات المناقير كثير الوجود في الحقول ولون ريشه أربد) لكان أبين.

وقال عن اليراعة (ص ١٤٥): (طائر صغير يكون كسائر الطيور إذا كان النهار إذا جاء الليل رايته كالشهاب الثاقب) يظهر من هذه العبارة أن الشارح لم ير هذا الخلق ولم يعرفه فاليراعة ذبابة تطير اسمها بالفرنسية: وهي من الغمدية الأجنحة (أي العجانس) يضيء مؤخرها في الظلام في فصل الربيع. - وقال عن الشعهر: (لم أعثر لهذا اللفظ على معنى، لا (كذا ويجب حذفها هنا) في معجمات اللغة ولا في معجمات الحيوان التي استطعت البحث فيها، غير أنني رأيت ما يقرب من ذلك ولعله الحقيقة ذلك هو لفظ الشغبر بشين مثلثة وغبن معجمه وباء موحدة بعدها راء ويفسره الثقاب بابن أوى (ص ١٦٦ م) قلنا: أصاب حضرته في تعيين معنى اللفظ. والكلمة هي بالفهلوية أي الفارسية القديمة. ونقلها بصورتها الأرميون. وجاءت مصحفة في بعض الكتب الخطة العربية وبصورة شعهر وشغبر وزغبر وأحسنها الأوليان. وهناك غير هذه الأوهام العلمية فاجتزأنا بما ذكرنا داعياً إلى أن يدفع الشارح هذه الأوضاع إلى من يعرف معانيها، ليكون كتابه خير أداة في أيدي الطلبة.

٨٩ - جني الجنتين في تمييز لمثنيين (هدية)

تأليف محمد أمين بن فضل الله المحبي المتوفي في عام ١١١١ هـ، عنيت بنشره مكتبة القدسي والبدير في دمشق.

كتاب بقطع الثمن طبع في مطبعة الترقي بدمشق عام ١٣٤٨ في ١٧٢ ص وهذا السفر الجليل مطبوع عن نسخة المرحوم السيد عبد الباقي الحسني الجزائري مقابلة بثلاث نسخ من الخزانة التيمورية ومنها تعليقات مأخوذة من مقال للأستاذ المرحوم المحقق أحمد تيمور باشا في المثنيين (مجلة المجمع العربي ٤: ٤) وتعليقات منقولة من هوامش النسخ التيمورية وتعليقات موجزة زادتها المكتبة ناشرة (الجني) وأكثرها مأخوذ عن ياقوت الحمو يفي معجم البلدان فأنت ترى من هذا البسط أن الكتاب لغوي جليل لا يستغني عنه من يعني يمعرفة محاسن لغته العدنانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>