للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أكان السموأل نصرانيا]

-

١ - تمهيد

كان المرحوم الأب لويس شيخو اليسوعي ينصر كل مغموز بدينه. فنصر طائفة من شعراء الجاهلية وعصابة من المخضرمين، وفريقا من الإسلاميين أنفسهم بل تجرأ فنصر من كان مسلما صريح الإسلام كفيلسوف العرب يعقوب بن إسحاق الكندي (راجع لغة العرب ٥: ٣٠٢) ويهوديا بين اليهودية كالسموأل وقد سند مدعاه إلى بيت موضوع نظمه نظما قبيحا أحد المواصلة ودسه في مخطوط ونسبه إلى السموأل وهذا هو:

وفي آخر الأزمان جاء مسيحنا ... فأهدى بني الدنيا سلام التكامل

فكل كلمة من هذا التركيب المشوه القبيح يشهد أن صاحبه معاصر لنا وليس له أدنى صلة بالسموأل ذاك الشاعر المبدع صاحب المعاني الرائقة والتراكيب المنيعة التي تشبه مناعته حصنه الاباق الفرد.

فكتب الأب شيخو في المشرق ٩: ٦٧٥ (إن كان البيت الأخير (الذي نقلناه هنا) صحيحا، صدق (كذا) ظننا السابق بأن السموءل نصراني لا يهودي لاسيما أن أصله من بني غسان وبنو غسان نصارى).

فكتبنا إليه لا يجوز لك أن تمسخ التاريخ هذا المسخ وأن هذا البيت الأخير لا وجود له وأن صاحب النسخة الموصلية وضعها من عنده وأن السموأل يهودي وأن بني غسان لم يكونوا كلهم نصارى بل كان بينهم يهود ووثنيون أيضا. إلا أن حضرة الأب لم ينشر ردنا وأبقاه عنده وانتفع ببعض الفوائد التي كانت فيه وأدرجها باسمه فكان ذلك سببا كافيا لامتناعنا عن كل مساعدة في مجلته

٢ - نصوص المؤرخين تشهد على يهودية السموأل

ما من مؤرخ عربي أو غربي ذكر السموأل إلا نص على أنه يهودي ولم يشر أبدا - ولو من طرف خفي - إلى أنه كان نصرانيا أو يهوديا متنصرا أو من اليهود النصارى (وهم يهود كانوا بين النصرانية واليهودية ويعرفون عند الإفرنج

<<  <  ج: ص:  >  >>