للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسالة ذم القواد]

هذه رسالة لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في ذم القواد وفي كتاب (كتاب) صناعاتهم وطبائعهم وما نظموه على مقتضى ملذوذات طبائعهم ومناسباتهم لأفعالهم:

- بسم الله الرحمن الرحيم -

أرشدك الله للصواب. وعرف فضل أولي الألباب. ووهب لك جميل الآداب. وجعلك ممن يعرف عز الأدب، كما يعرف زوايد (زوائل) الغنى. قال أبو عثمان عمر (عمرو) بن بحر الجاحظ: دخلت على أمير المؤمنين المعتصم بالله. فقلت يا أمير المؤمنين. في اللسان عشر خصال. أداة يظهر بها البيان وشاهد يخبر عن الضمير. وحاكم يفصل بين الخطاب. وناطق يرد به الجواب وشافع تدرك به الحاجة. وواصف يعرف (تعرف) به الأشياء. وواعظ يعرف به القبيح. ومعز يرد (ترد) به الأحزان. وخاصة تذهب بالصنيعة وملهي (مله) يونق الأسماع. وقال الحسن البصري أن الله تعالى رفع درجة اللسان. فليس من الأعضاء شيء ينطق بذكره غيره. وقال بعض العلماء أفضل شيء للرجل عقل يولد معه فإن فاته ذلك فمال يعظم به فان فاته ذلك فعلم يعيش (يستعين) به. فان فاته ذلك فموت يجتث أصله. وقال خالد بن صفوان. ما الإنسان لولا اللسان إلا ضالة مهملة، أو بهيمة مرسلة، أو صورة ممثلة، وذكر الصمت والمنطق عند الأحنف. فقال رجل الصمت أفصل وأحمد. فقال صاحب الصمت لا يتعداه نفعة، وصاحب المنطق ينتفع به غيره. والمنطق الصواب أفضل. وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنه قال) رحم الله امرء (امرأ)

<<  <  ج: ص:  >  >>