للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصلية مما لا تدع مجالا للشك في إنها كانت (الملك بن مروان) ويثبت لنا ذلك بقاء تاريخ بنائها سنة ٧٢هـ ٦٩١م بدون تصحيح ولو انتبه المصحح إلى ذلك لكان طمس علينا الحقيقة ولم يتبين الناقد البصير أن تلك الكتابة قد لعبت بها الأيدي والأهواء وإن نقمة العباسيين من الأمويين أصابت النابت والجامد والحي وسبحان محول الأحوال.

حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص

[البرغوث أو أبو أربعة]

كان يسمي العراقيون النقد الصغير من الفضة المساوي للقرش الواحد الصحيح أو للأربعين بارة (أبو أربعة) أي ذا أربعة غروش رائجة. وأهل ديار الشام يسمونه (البرغوث).

وقد بحث بعضهم عن سبب تسمية هذا النقد بهذا الاسم فقال: لأنه صغير القدر ويسهل انفلاته من اليد كما يفلت البرغوث من اليد إذا أريد قصعه (راجع معلمة الإسلام في مادة (برغوث)) لكنا لا نرى هذا الرأي مصيبا: فلو كان الأمر كذلك لسمي ربع الليرة الذهبية الذي هو أيضاً بهذا الحجم بالاسم المذكور. والذي عندنا إنه سمي كذلك من التركية أي (برغروش) ولما كانت هذه اللفظة قريبة في إذن السامع العربي من برغوث توهم أن القائل ينطق به. وإذا علم القارئ أن لبعض السلف لثغة يجعلون بها الشين المعجمة ثاء مثلثة لم يمتنع عليه قبول هذا الرأي فقد قالوا مثلاً الثابة في الشابة. وغثمر في غشمر وامرأة عثة في امرأة عشة إلى غيرها.

ويقرب لفظ (البرغوث) وهو هذا الصغير من الهوام من اللفظ اليوناني الذي بمعناه وهو برغوس بضم الحروف الثلاثة الأولى وإسكان الواو ومعناه العاض (من صغار الهوام) ومعناه أيضاً الدبى وهو صغار الجراد قبل أن تنبت أجنحته ويكون كصغار القمل أو كالبراغيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>