للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

آدابهم وآدابنا عند النقد

بين آداب الغربيين وآدابنا نحن الشرقيين فروق كثيرة. نذكر منها هنا ما يتعلق بأمر النقد. إننا كلما نقدنا كتاباً لأحد أدبائنا وأبنا بعض أوهامه، انهال علينا سباً وشتماً وطعناً وأهانة، في حين أننا لم نذكر إلاَّ بعض تلك الأغلاط. فما قوله لو ذكرنا عيوبه كلها وعددنا مخازيه ومنكراته؟ أما أبناء الغرب فمعاملتهم إيانا غير هذه المعاملة الشائنة. كنا نقدنا رسالة الحركة الفلسفية العصرية في سورية ومصر (٩: ٤٧٨) فكتب إلينا صاحبها يقول:

(أشكر لكم يدكم البيضاء على ما تلطفتم به علي من نقدكم لرسالتي والإرشادات الثمينة التي أودعتموها لإصلاح ما آباد من قلمي. وكان بعض تلك الفوائد معروفاً لدي البعض الآخر مجهولاً. أما ما يتعلق بالفكرة العراقية الفلسفية فأني أعتذر إليك لجهلي إياها، أو قل لعلمي إياها علماً رحرحانياً لا يفيد فائدة جليلة. وأني أتوقع أن اعتاض عن تلك الثغرة بما يسدها بأقرب فرصة أتمكن منها. وأرجو منك أن تقبل عبارة ودادي لك وإعجابي بآدابك، وتهذيبك بعض الناس.)

كتبه جان لوسرف

٨١ - ديناران نرمنديان من دنانير المهدية (بالفرنسية)

هذه رسالة في أربع صفحات وضعها حسن حسني عبد الوهاب عامل المهدية في تونس وهي مفيدة غاية لأنها تشرف بنا على جانب من تاريخ أنحاء تونس يجهله كثير من الناس. ويقفنا على أن ملوك صقلية النرمنديين، ولا سيما رجار الثاني وغليلم الأول ضربا نقوداً في مدينة المهدية. فلقد وجد على أحد الدينارين ما هذا خصه: (ضرب بأمر الملك المعظم رجار المعتز بالله بمدينة المهدية سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>