للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان دي بوشان وضع على بابه تاريخ بنائه الذي ذكرناه وهذا حرفه (باللغة اللاتينية):

١٧٨٦

(لغة العرب) وهذه ترجمة الكتابة في لغتنا: بنى هذا المرصد الأب جوزيف دي بوشان، عاقب بابل (أي النائب العام لأسقف بابل)، وأقامه في بغداد مجددا آثار الكلدان والعرب. وذلك من جود الملك الممعن في النصرانية (أي ملك فرنسا) وجود وزيره دي كستري، وجهزه بالآلات المختلفة وأهداه إلى اورانية المعبودة (الفلكية) والى عاشقها المحبوب كل الحب دي لالند وذلك في سنة ١٧٨٦م. أهـ.

ونزيد على ما تقدم أن سجلات ديرنا تحافظ على زيج (جداول فلكية) بخط يده وعلى أوراق أخرى تتعلق بماحث فلكية وبلدانية.

ومن الغريب إننا سألنا بعض قدماء الأدباء عن المرصد ومحله وما بقي منه فلم يستطع أحد أن يذكر لنا عنه شيئا فسبحان مغير الأحوال!

[الجعل]

من غريب صنع صاحب (البستان) إنه كثيرا ما يقدم المعنى المجازي على المعنى الحقيقي وهو صنع استقبحه علماء اللغة في كل عصر ولاسيما في هذا العصر. والأصح أن يقدم الأصل على الفرع كما تسبق ساق الشجرة أفنانها. فقد قال مثلا في مادة ج ع ل: الجعل كصرد، الرجل الأسود الدميم أو اللجوج وقيل هو الرقيب وكل ذلك على التشبيه ودويبة سوداء تكون في المواضع الندية. . . أهـ.

قلنا: نعم، أن مثل هذه العبارة ورد في معاجم اللغة، لكن صاحب تاج العروس اصلح هذا العيب بقوله: (والأصل فيه دويبة سوداء. . . فصحح بهذا العمل ما أفسده الأقدمون الذين سبقوه. فلو اقتدى به صاحب البستان لما لمناه. لكن الرجل ناقل والناقل كالحاقن، وقد قيل في هذا: (لا رأي لحاقن).

<<  <  ج: ص:  >  >>