للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينظم القصائد عن سليقة عربية محضة لا عن تعلم أو تلق فإنه لم يدرس اللغة والنحو على معلم قط بل يتدفق منه الكلام الموزون تدفقا عفواً بدون تكلف وهو أمر عجيب في عصر فسدت فيه اللغة. وكيف لا نعجب! والإنسان إذا ما أتقن الآداب العربية وعلومها ثم كتب فيها نبذة أو نظم أبياتاً غلبته سليقته العامية على تعلمه الأصول والضوابط إذ الطبع اغلب من التطبع. ومما يدل على قوة شاعريته أنه نظم قصائده في مواضيع عصرية كما فعل بعض نوابغ عراقنا في هذا اليوم كالرصافي والزهاوي والشبيبي والحبوبي ومن نحا نحوهم بخلاف بعض شعرائنا الظلع فإنهم لا يزالون يمشون وراء جميع الناظمين ليجمعوا من خلفهم نفاية القصائد في المدح والذم والرثاء والتهاني والغزل وبكاء الأطلال وغيرها مما أكل عليها الدهر وشرب. ويا ليتهم يحسنون نظم تلك الأبيات لكنهم يعمدون إلى بعض قصائد من تقدمهم فينتحلون معانيها ومبانيها ويمسخونها مسخاً أو يغيرون عليها إغارة عمياء أو يصالتونها مصالتة تشمئز منها الطباع وينفر منها كل ذي ذوق سليم ثم يفاخرون الناس بها ويدعون أنها لهم وهم أبرياء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب!

على أنه وقع بعض أغلاط طبع شوهت محاسن هذا الديوان كما جاء في حاشية ص ١٦ قال: الحلكوك: بفتح اللام الشديد السواد. والأصح أن يقال بضم اللام كما هو الغالب في هذا الوزن إلا أنه يوجد الحلكوك بفتح الحاء واللام فإذا فتحت الحرفين انكسر البيت ومهما يكن من هذه الأغلاط الطفيفة فإن هذا الديوان يبقى للشاعر ذكراً مخلداً.

٨ - الحكمة

مجلة دينية أدبية تاريخية أخبارية تصدر مرتين في الشهر موقتاً في دير الكرسي الرسولي الأنطاكي المشهور بدير الزعفران، - مديرها المسؤول حنا القس ومحررها ميخائيل حكمت جقي وقيمة الاشتراك في ماردين ريال مجيدي وفي الممالك العثمانية ريال مجيدي

وربع وفي الممالك الأجنبية ثمانية فرنكات طبعت بالمطبعة السريانية في دير الزعفران (ماردين) في ١٦ صفحة.

اغلب مباحث هذه المجلة دينية أخبارية وعسى أن تحقق ما في صدرها من عناوين المباحث لتفيد البلاد والعباد. لا لكي تفشي العيث والفساد!

[تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره]

١ - مبعوثو البصرة

الذين حازوا ثقة البصريين من المبعوثين هم: ١ - السيد طالب بك النقيب،

<<  <  ج: ص:  >  >>