للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأسطول الطيار]

خذ أماناً من حادثات الزمان ... وتيقظ لطارق الحدثان

وتأهب إلى الحوادث ما أسطع ... ت ولا تغترر بصفو الزمان

وإذا ما دعاك للسلم يوماً ... لا تكن من حروبه في أمان

أو ترى قد صفا به لك عيشٍ ... فاخش إن الزمان ذو ألوان

ما رأينا مثل الليالي نذيراً ... غير أنا في غفلة وتوان

فإذا ما أصبت منها برزء ... فاخش أن لا تصاب منها بثان

سر لما شئت لا مناص من الحت ... ف ولو كنت في ذرى كيوان

إن من ينظر العواقب يمسي ... في أمان من الأذى وضمان

لا تظن الزمان يصفو لحر ... خلق الدهر فتنة الإنسان

نحن إذ نطلب المعونة منه ... ثم يرجو منه حصول الأمان

نبتغي البرء من سموم لأفاعي ... ونروم الأمان من ثعبان

لم ينلنا من سلمه غير أشيا ... ء تراءت لملة الوسنان

إن من حاول العلى بالأماني ... قابلته الأيام بالحرمان

ورجاء الأمان من حادث الده ... ر كراجي الندى من النيران

وإذا سلطت صروف الليالي ... قطعت سيف عنتر ببنان

أو تنسى بجانب الغرب ملكاً ... كيف ضحى مزعزع الأركان

قوضت ركنه الليالي وقد ... دارت عليه دوائر الدوران

كان كهفاً عالي الذرى مشمخراً ... مطمئناً بالأمن والأيمان

نسفته حوادث الدهر نسفا ... مثل نسف الرياح للكثبان

شمله عاد نثرةً بعد ما قد ... كان يعنو لنظمه الفرقدان

أقفرت من تلك العراص ربوع ... وتخلت مواطن ومغان

حلها البوس وهي بالأمس كانت ... جنة ذوات روضة أفنان

عاد فيها روض السرور هشيما ... باكرته عواصف الأشجان

كان ديباجه الأقاليم يزهو ... فيه روض للحسن والإحسان

أصبح اليوم معقلاً للأعادي ... ومقاماً للظلم والطغيان

<<  <  ج: ص:  >  >>