للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فترى كل ضيغم بين أيديه ... م يقاسي طعم الردى والهوان

يشتهي منهم الأمان وقد حيل ... أسى بين العير والنزوان

قد أبانوا عداوة أضمروها ... من قديم الأيام والأزمان

هتكوا حرمة الهدى وأضاعوا ... فيه عهد المهيمن الديار

غصص تصدع الجبال خطوبا ... كاد يهوي لها ذرى ثهلان

أوشكت تطبق السماء على الأر ... ض فلولا لطافة الرحمن

غير أني أرى بغمد المساعي ... قد تجلى للنصر سيف يمان

فببأس الأسطول لا شك أن نر ... قي ونحظى بشاردات الأماني

هو حصن عالي العماد زعيم ... في أمان البلاد والأوطان

لم يزل حارساً بعينيه يرعى الم ... لك طراً بطرفه اليقظان

ساحباً في علوه ذيل فخر ... فوق هام الجوزاء والسرطان

يخجل البرق سرعةً وسناءً ... مشرق الومض دائم الخفقان

زاحم النجم رفعة وعلواً ... فاق نسر السماء بالطيران

سابق الريح فهي أمست لديه ... تشتكي السبق خلفه في الرهان

يصبح الشرق عند مسراة غربا ... فتساوى بسيره الخافقان

وإذا الدهر قد تأبط شراً ... رده ناكساً إلى الأذقان

حامل للهياج آساد غيل ... شاكيات السلاح للعدوان

إن دعتها العداة للحرب يوماً ... جاوبتهم بالسن النيران

إن بدا منه للمنية رعد ... يمطر الحتف من سماء دخان

وغدا يمطر القنابل من سح ... ب المنايا كالعارض الهتان

قام في منبر المنية يتلو ... قائلاً كل من عليها فان

ويقيني أني أرى اليوم قومي ... ساوموه بالمال والأبدان

إن دعاهم داع إلى الرشد لبوا ... بفؤاد المتيم الولهان

يا لقومي هذا سبيل المعالي ... لاح كالشمس واضح البرهان

فاطلبوه ودافعوا لضد عنكم ... قبل ما أن نحل دار الهوان

وأسمعوا القول وانظروا غاية الأ ... مر فقد طال حادث الشنآن

وخذوا أهبة القتال وسنوا ... صارم العزم من فرند الجنان

<<  <  ج: ص:  >  >>