للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يتبعني فإن المشقة كل المشقة كما لا يخفى عليك في وضع الأساس ورسم النماذج الأولى.

س - لي سؤال أخير لعلكم لا تعدونه غريبا، وهو: ألا ترون في هذا العصر المادي أن الشعر شيء كمالي وإن لا مستقبل له؟

ج - كلا وألف مرة كلا! إن اصح ما يوصف به عصرنا الحاضر إنه العصر العلمي لا العصر المادي. وقد ذكرت لك سابقا أني لا اعتبر العلوم عدوة للآداب، وكل ما حدث وسيحدث أن التآخي بين القوتين العظيمتين سيتوطد وانهما ستندمجان. وما الشعر في اعتباري إلا نبع الإحساس العميق والتأمل البعيد والنظر إلى ما خلف المظاهر، ومن المشاهد أن رقي الحضارة يرهف الأعصاب ويحد الأذهان ويزيد رقة الإحساس، وكل هذه عوامل تنتج الشعر وتهيئ النفوس لقبوله بل إلى الإلحاح في طلبه غذاء روحيا لها. فمن ينكر مستقبل الشعر مخطئ لم يدرس بعناية العوامل التي أنبتت الشعر منذ فجر المدنية ولا تزال تغذيه وتحافظ عليه وستضمن له خلوه.

[كلمة في الكتابات الأثرية العباسية]

كنا قد طبعنا مقالة الكتابات الأثرية العباسية التي أنشأها حضرة صديقنا عبد الله بك مخلص، ثم أرسلنا إليه بالمسودة ليعيد النظر فيها، ولما وصلنا إلى آخر الملزمة الخامسة من هذا الجزء، جاءنا من جنابه ما هذا حرفه:

(أعدت النظر - بناء على إرشادك - على مقالة الكتابات العباسية، فوجدت أنني قد أخطأت بوضع ولاية علي بن يحيى الأرمني على مصر سنة ٢٢٨هـ (٨٤٢م) في الصفحة ١٦٣ سطر ٩)؛ فإن صوابها ٢٢٦هـ (٨٤١م) واعترف لك بأن مصدر هذا الخطأ هو (جرجي زيدان)، فقد كنت رجعت إلى كتابه تاريخ مصر، لأنه من الكتب الحديثة التي كنت أظن إنها كتبت بتحقيق، وأخذت عنه ذلك التاريخ المغلوط فيه؛ وقد صححته الآن على كتاب الولاة للكندي، فإذا كانت المسودات لم تطبع بعد، أرجو تصحيحها. وإلا فاذكروا الصواب في قائمة الخطأ والصواب بآخر السنة.

وكذلك وجدتني قد خلطت في أسم كتاب الجامع المستقصي في فضائل

<<  <  ج: ص:  >  >>