للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا

كتب من يصعب علي أن أذكر اسمه مقالة في إحدى جرائد بغداد ينتقد بها بعض ما كتبته في (لغة العرب) حسدا ومغالطة. وقد نسب المواضيع التي انتقدها إلى (الأب أنستاس ماري الكرملي) مع أنها موقع فيها بتوقيعي الصريح ورمى الكرملي بكلام أقذع له فيه أي إقذاع!! ولا عجب من ذلك فلسوقنا الأدبية غرار لا درة. وإني لأعظم من أن أسابه وأقرصه بالقوارص لتنزهي عن ذلك ولأن مني هذه المجلة التي أشادت بذكره إحسانا إليه: خدمة اللغة العربية وتخليصها من شوائب الجامدين وعبث العابثين الذين حداهم نقصان تربيتهم على مجازاة مشجعهم جزاء (سنمار). ومثل هؤلاء كمثل (الملاح) الذي أعياه الماء بانحداره على سفينته فأنه يستند إلى لجام السفينة ظانا أنها تشق عباب الماء مع أنه يغش نفسه بنفسه. وذلك يذكرني قول النابغة الذبياني:

يظل من خوفه (الملاح) معتمدا ... بالخيزرانة بعد الأين والنجد

١ - قال هذا في أول كلامه (بمناسبة صدور الجزء الأول من المجلد السابع لمجلة لغة العرب الخاص بيوبيل الكرملي. . . أريد أن أقدم) ويرى القارئ أنه ترك المعنى مبهما بعد (مناسبة) إذ لم يذكر (الذي ناسبه صدور الجزء) والجهل ظاهر ولو غطي على شناعته بزخرف القول. فالمعروف أن يقال (ناسب هذا الأمر ذلك الأمر) و (بمناسبة هذا الأمر لذلك الأمر أريد أن أقدم. . .) وكيف لهذا الناقد بهذا التحقيق وهو بعيد عن العربية!

٢ - وقال عن الكرملي العلاقة متقولا عليه (أتخذ صومعته بمثابة قلعة لمحاربة لغتنا الشريفة وخرقه - سياج حرمة أئمتنا - الأعلام) وإلى مثل هذا يلجأ ضعفاء الحجج. فكأن العلماء ساروا كلهم على وتيرة واحدة ولم يختلفوا

<<  <  ج: ص:  >  >>