للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في الأغاني (٣: ١٩١ من طبعة بولاق). (قال الزبير: قال أبو عمرو الشيباني: قال أبو بكر الهذلي: قال: قلت لعكرمة: ما رأيت من يبلغنا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، انه قال لامية: آمن شعره، وكفر قلبه، فقال: هو حق. وما الذي أنكرتم من ذلك؟ - فقلت له: أنكرنا قوله:

والشمس تطلع كان آخر ليلة ... حمراء مطلع لونها متورد

تأبى فلا تبدو لنا في رسلها ... إلاَّ معذبة وإلا تجلد

فما شأن الشمس تجلد؟ - قال: والذي نفسي بيده: ما طلعت قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك يقولون لها: أطلعي فتقول: أأطلع على قوم يعبدوني من دون الله؟ - قال فيأتيها شيطان حتى يستقبل الضياء، يريد أن يصدها عن الطلوع. فتطلع على قرنيه، فيحرقه الله تحتها.

(وما غربت قط إلاَّ خرت لله ساجدة، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود، فتغرب على قرنيه، فيحرقه الله تحتها. وذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان.) انتهى.

[لسان العصافير]

وقع نظري الآن على المقال المنشور في مجلتكم لغة العرب الزاهرة، بعنوان (الزقزقة أو لسان العصافير). إن هذه اللهجة معروفة لا بل مشهورة في بغداد. يتكلم بها كثير من الرجال والسيدات، لا سيما أولئك الذين لا يحسنون إحدى اللغات الأجنبية. وقصدهم من ذلك أن يكتموا من الغريب موضوع خطابهم ويقال لهذه اللهجة لسان العصافير أو لسان الطير.

وتختلف اللهجة حيناً بإقحام الزاي بين كل مقطعين من مقاطع الكلمة. ومنهم من يقحم الفاء عوضاً عن الزاي وربما أقحموا بدلهما غيرهما من الحروف كالراء.

وقد سمعت هذه اللهجة منذ طفولتي من والدتي. ومن غريب المصادفات زرت أمس الغابر إحدى العائلات المحترمة وكانت سيدتان تتكلمان (لسان الطير) على سبيل التفكهة. وكان اللفظ المقحم (الفاء).

بغداد في ٣١ - ١ - ٣١:

يوسف غنيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>