للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرقتك طارقة المشيب فأنبأت ... إن المشيب نهاية الإنسان

الشيب نار والشباب دخانها ... ولرب نار أغشيت بدخان

نار سيخمد بعد حين وقدها ... ولسوف يبدل جمرها بدمان

مارست أيام الحياة وإنني ... صعب عليّ الأيام رد عناني

حتى لحت غصني بمدية صرفها ... ولوت يداها معصمي وبناني

فتشنجت مني الخدود وأوهنت ... عزمي الخطوب وخانني إمكاني

ركضت بميدان الحياة خيولنا ... إن المنية منتهى الميدان

فلكم أنفت من الهوان وذوقه ... ولكم أبيت ولاءه وأباني

ولقد نظرت إلى الشباب وأهله ... نظر الغريب مدارج الإظعان

وذكرته بصفائه وبهائه ... ذكر المعبد شاسع الأوطان

فرأيت إني حين أكبر ذكره ... تزداد في نصاعة الألوان

أأرى دلاتي في الحياة كأنها ... مصرومة الأوذام والأشطان

من بعد ما علم الرجال بأنني ... أسد الأسود وفارس الفرسان

كم منهل ناضلت عنه ومعرك ... جادلت فيه بناصع البرهان

بمثقف صلب الكعوب معزز ... بمهند ماضي الغرار يماني

فبنيت لي بالسيف بيتا أشرفت ... شرفاته والسيف نعم الباني

بالجد تمتنع النفوس فإن هوت ... يوم السباق فقد هوت لهوان

لا غادرت أيدي النوائب أمة ... صبرت على الإذلال والإذعان

أيهان من عدنان فرع طاهر ... ومن الذوائب من بني قحطان

للعرب آناف تدق كأنها ... زبر الحديد بمطرق الأقيان

إن المعارف في بلادهم غدت ... منقوضة الأساس والبنيان

وإذا رأوا للجاهلية دعوة ... يتسابقون تسابق الأقران

مثل الجهالة في ذوائب يعرب ... يسري به الشرقان والغربان

محمد الهاشمي

[مستقبل قضاء الحلة]

كنت قد أدرجت مقالة في العدد ٤٣٥ من الزهور البغدادية بينت فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>