للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا (الخبري ولا الوضعي) وقد رأينا بعضهم من سم وهذا يوافقه بالإفرنجية لا ما يدور عليه الكار (بالفلسفة المثبتة أو الفلسفة المقررة) وهاتان لفظتان تعليان شان هذه تستحق؛ ولهذا فهي من باب وضع الشيء في غير محله. أحفظ إن شاء الله.

[أسئلة وأجوبة]

١ - صحة كلمة المنتزه

سألنا أحد أدباء بيروت قال: رأيت أحد كبار لغويي العصر ينكر صحة وفصاحة المنتزه إذ قال: هذا من أغلاط كتاب هذا الأوان والصواب المتنزه بتقديم التاء على النون. فهل هذا اللغوي محق؟

قلنا: إن إنكار اللغوي لهذه اللفظة مبني على خلو المعاجم منها ومن فعلها أنتزه، على إننا قلنا ولا نزال نقول: إن الدواوين العربية لا تحوي جميع المفردات فإن كثيراً منها وارد في كتب الأقدمين وأشعارهم وفي مؤلفات المولدين وهي لم تدون إلى الآن، فعدم وجودها في المعاجم اللغوية لا ينفي ورودها على ألسنة الأقدمين. ومن هذه الألفاظ المتنزه. فقد جاءت في شعر المولدين. قال أسامة بن مرشدة:

ما بعد جلق للمرتاد منزلة ... ولا لسكانها في الأرض سكان

فكلها لمجال الطرف منتزه ... وكلهم لصروف الدهر أقران

وهم وإن بعدوا عني بنسبتهم ... إذا بلوتهم بالود إخوان

راجع معجم الأدباء لياقوت الحموي ٢: ١٩٢) ومحال أن يقال: إن الكلمة وردت مصحفة؛ لأن البيت ينكسر إذا قلنا: متنزه.

وأما ورودها في النثر فكثير. قال في تاج العروس في مادة سغد: وهو أحد منتزهات الدنيا على ما حكاه المؤرخون. وكذلك ذكرها في مادة صغد؛ وهكذا ذكرها أيضاً صاحب الحواشي. وفي كتاب الأغاني ٢١: ٤ المتنزهات. وفي نسخ ثلاث: المنتزهات. وقال ابن خلكان في ترجمة أبي دلف العجلي ١: ٤٢٥: الابلة. . . . إحدى المنتزهات

<<  <  ج: ص:  >  >>