للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الطربال لأن فعاليل جمع لفعلال أو فعلول أو فعليل. وإن لم تكن هذه الكلمة اللاتينية عينها. فالكلمة المعربة عنها العربية هي كلمة يونانية منزوعة عن اللاتينية المذكورة.

أما الطربال الذي بمعنى بناء مثل الدكة له أربعة أبواب على حد ما ترى آثاره في فيروزاباد فهو معرب من اليونانية ومعناه (ذو الأربعة الأبواب) (بتقدير كلمة بناء) فإنه قالوا فيه (طرابيل) وجروا على استخراج المفرد منه على حد ما فعلوه في ألفاظ كثيرة على ما تقدمت الإشارة إليه قبيل هذا.

[الدكتور ارنست هرتسفلد]

(لغة العرب) نشكر الدكتور الأستاذ على طرفته هذه. ومن غريب الأمر إننا وقعنا على مثل هذه النتيجة في سنة ١٨٩٧ إذ كتبنا مقالا في المعربات ومن جملة ما قلنا فيه ما هذا حرفه: (وقد تكون الكلمة العربية الواحدة معربة عن كلمتين دخيلتين أو اكثر؛ وقد تكون الكلمة معربة عن لغة لمعنى من المعاني. وعن كلمة أخرى وعن لغة أخرى في معناها الآخر. ونحن نذكر لك شاهدين على ذلك؛

إن الترتور بمعنى الجلواز معربة من اللاتينية وبمعنى الفاختة منقولة عن اللاتينية الأخرى فالكلمة العربية واحدة أما المعرب عنها فكلمتان لاتينيتان أي روميتان.

والساج بمعنى الطيلسان الأخضر أو الأسود هو من الرومية وبمعنى شجر ينبت في بلاد الهند هو من الهندية القدمى مبنى ومعنى ومادة ساج يسوج بمعنى سار يسير رويدا عربية. فهذه لفظة واحدة من لغات ثلاث بعيدة الواحدة عن الأخرى بعد الثريا عن الثرى.

ودونك الآن مثالا ثالثا وهو الطربال، فهو بمعنى البناء الفخم القائم على أربعة أركان وفيه أربعة أبواب منقول عن اليونانية والطربيل بمعنى النورج يدق به الكدس من الرومية أو اليونانية وبمعنى الحسكة بمعنييها الحقيقي والمجازي من إحدى اللغتين اليونانية أو اللاتينية فهذا حرف عربي البناء إلاَّ أنه منقول عن ثلاث كلمات مختلفة الصيغة والمعنى إلاَّ أنها أفرغت في قالب عربي واحد. انتهى ما كتبناه قبل نحو ثلاثين سنة.

والآن نرى حضرة الأستاذ العلامة يزيد على الألفاظ المتقدم ذكرها معنى آخر ومن لفظ آخر وهو بمعنى العلم يبنى حدا للميدان وهذا من أبدع ما رأيناه في المعربات وتساوق معانيها جريا على وضع أبناء الغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>