للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه المياه العذبة آنية من الفرات طاب، وإن تبخرت تلك المياه في الصيف ملح وعلى كل حال لم يكن بعيد الغور ولم يكن له من الصفات البحور سوى أتساع الأرض المغمورة بالماء لا غير ووجود البحر هناك قديم ولم يعرفه قدماء العرب إلا باسم البحر لا باسم البحيرة. قال اسحق بن إبراهيم الموصلي في قصيدة يمدح بها الواثق هذا البيت:

قد حف بر وبحر فهو بينهما ... فالبر في طرف والبحر في طرف

هذا ما أردنا إثباته في هذا الصدد رداً على من قال الخلاف ممن ألف في هذه الأيام، أو رسم رسوم هذه الديار في هذه الأعوام، والسلام

[باب المكاتبة والمذاكرة]

نظر في (إصلاح غلط)

كتب أحد أدباء النجف في إحدى صحف هذه الحاضرة مقالة وسمها (إصلاح غلط) ظنه وقع في قصيدة (ألم نر) قال: (وذا يملي) في هذا البيت:

كتمت الهوى جهدي فحرره الأسى ... بماء الماقي ذا يخط وذا يملي

غلط ويجب أن يصلح هكذا: (وذي تملي) والحال إننا أطلعنا صاحب القصيدة عنده صعوده في بغداد أن القصيدة التي خطها بيده تروي البيت على ما طبع في المجلة وهو الوجه الصحيح الذي لا ضعف معنى فيه بخلاف ما توهمه المعترض إذ المعنى يوجب هذا القول: وقول المعترض (وذي تملي).

(تملي) مخل بقواعد النحو لأن ضمير تملي يرجع إلى الماقي وهو مضاف إليه وهذا لا يجوز إلا بتأويل أو توجيه بخلاف ما أثبته الشاعر النبيه. ثم إن (ذا يخط). راجع إلى الماء وهو سائل من جنس المداد الذي يناسبه قولنا الخط. أما الاسي فيوافقه الإملاء لكونه من الشواعر والشواعر هي التي تدفع الإحساس في الشاعر ولهذا اخطأ المعترض الحفرة والأصح بقاء البيت على رواية الشاعر الأصلية.

أما تصحيحه (لعل الصبا) لكوننا لم نحصره بملالين فلان الأصيل هو كذلك. هذا فضلا عن أن هذه العلامة من الاصطلاح الحديث لا دخل لها في

<<  <  ج: ص:  >  >>