للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواو وميم مفتوحة وفي الأخر ألف)، ف (الزهيري) (بالتصغير والنسبة) ف (البوذية) إلى غيرها وهي كثيرة لا تحصى.

وقد جمعنا من مختلف هذه المنظومات العامية شيئا كثيرا منذ سنة ١٨٩٤ مع أسمائها وضروب تراكيبها، ولعلنا نأتي على ذكرها إذا اتسع لنا المكان.

وربما أتينا على ذكر كل نوع من هذه الأنواع وإيراد شواهد عليها: أما اليوم فنريد حصر الموضوع في دائرة (أبو ذية) والكلمة مركبة من (أبو) بمعنى (ذو) وهي لا تعرف هنا لأنها من كلام العامة؛ ومن (ذية) وهي (بكسر الذال المعجمة وتشديد الياء المفتوحة وفي الأخر تاء منقوطة)، وهي تخفيف (أذية) لان ناظم تلك الأبيات ينطق بها بعد أن يصاب بأذية خارجة كانت أم باطنة، عقلية أم جسدية، أدبية أم حسية، أو أنه يحاول التأثير في نفوس الغير بما يوذيها.

وقد يصحف بعض العوام كلمة (أبو ذية) بكلمة (عبودية) فيشكل على السامع نسبة تلك

المنظومات إلى هذا الاسم الغريب. والصواب ما أوردناه.

والأبوية ذية يتركب من ثلاثة اشطر ينتهي كل شطر بكلمة تتكرر ثلاث مرات بلفظ واحد، إلا أن معناها يختلف في كل مرة. والشطر الرابع ينتهي بكلمة تختم بهاء ولهذا ظن بعضهم أن اصل التسمية مصحف عن (أبو هية) وهية تصغير الهاء عند العوام، كأنهم يريدون أن يقولوا: الأبيات التي ينتهي آخر شطر منها بهاء صغيرة، أي بهاء غير منقوطة؛ على أن الأصل الأول هو المشهور.

وقد طلبنا إلى أحد أدبائنا النجفيين أن يكتب مقالا في هذا الموضوع فانشأ لنا المقالة الآتية البديعة:

(لغة العرب)

[الأبوذية في اللغة العامية]

إن للعامة في جميع الأقطار العربية في كلامها أدبا وشعرا، موزونا مقفى كما للخاصة عند جميع الأمم: ولما كانت العربية الدارجة في العراق أمس واليوم، تختلف اختلافا كليا عن اللغة العربية الفصحى، وتفترق عنها افتراقا بينا، وتمتاز عنها امتيازا ظاهراً، من وجوه كثيرة، وجهات شتى أصبحت مسافة الفرق بين الشعر العامي والشعر الفصيح بعيدة جداً. فالعامي يغاير الفصيح

<<  <  ج: ص:  >  >>