قال المحقق البحاثة الشيخ عبد الله مخلص (ل. ع ٦: ٥٨٣): والأثر الخالد في عسقلان هو المشهد الحسيني الذي يزعم أن رأس سيدنا الحسين بن علي كان دفينا فيه فنقله الفاطميون في أوائل الحروب الصليبية إلى القاهرة ودفن في المشهد المعروف الآن فيها وذلك سنة ٥٤٨ هـ ١١٥٣ م. اهـ.
فبهذا الصدد وددت أن أذكر نبذة عن مدفن رأس الإمام الحسين واختلاف العلماء في ذلك فأقول:
اختلف العلماء والمؤرخون في مدفن رأس الإمام الحسين بن علي (شهيد الطف) على أقوال:
منها: أنه مدفون في دمشق الشام في الجامع الأموي وقد وصف السيد محسن أبو طبيخ مشهد رأس الحسين في دمشق بقوله:
وفي رواق الجهة الشرقية من الجامع قرب (باب الفراديس) قبة طولها ١٤ قدما في عرض ٧ أقدام فيها شباك من النحاس الأصفر بديع الصنع داخله قبر يزعم الدمشقيون أنه مدفن رأس الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه السلام (راجع الرحلة المحسنية المطبوعة بصيدا ص ٤١).
وضعف هذا القول ظاهر من كلام ابن بطوطة السائح الشهير (من أبناء المائة الثامنة) فإنه يقول عند وصفه للجامع الأموي: وباب شرقي وهو أعظم أبواب المسجد ويسمى بباب جيرون وله دهليز عظيم يخرج منه إلى بلاط عظيم طويل أمامه خمسة أبواب لها ستة أعمدة طوال وفي جهة اليسار منه مشهد عظيم كان فيه رأس الحسين رضي الله عنه (راجع أدبيات اللغة العربية ص ٣٢٨) والظاهر من هذا المقال أن هذا المشهد كان فيه رأس الحسين لا أنه مدفنه.