للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٤ - وقال في ص ٣٢ ناقلا عن اليازجي (تحامل فيه وبه: تكلفه على مشقة وإعياء. وتحامل الرجل على نفسه: تكلف الشيء على مشقة قلت: إن الذي يقرأ هذا القول يظن أن التكلف يكون بمشقة وإعياء وبغيرهما. ألم تر أنه قيد كلامه بقوله (على مشقة وإعياء (دفعا للاشتباه مع أن التكلف بعينه يدل على المشقة والإعياء ولو لم يدل عليهما لما سمى تكلفا.

وخير دليل على خطأ الشيخ إبراهيم اليازجي قوله في ص ١٠٥) كلفته الأمر: حملته إياه على مشقة فتكلف الأمر: تجشمه وتحمله على مشقة وعرة) وانه لم يقل (فتكلف الأمر على مشقة وإعياء) ولا (كلفته الأمر على مشقة) لأن المراد مستفاد من اللفظ وذكره لغو.

٣٥ - وقال في ص ٢٩ (غلط: حدا به إليه) ناقلا ذلك عن اليازجي قلت: أن تعدية (حدا) بالباء مشهورة مسطورة ففي القاموس (حدا الإبل وبها) وفي المصباح (حدوت بالإبل). وقد جاء في المجلد الأول من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ما نصه (ومن الكنايات المستحسنة قوله عليه السلام للحادي بالنساء: رفقا بالقوارير، ص ٤٤٢) بإدخال الباء على (النساء) بعد (الحادي) والكلام المنقود صواب من وجهين الأول ما ذكرناه والآخر تقديره (حدا عقله به إلى ذلك الأمر) فصار العقل كالجمل الذاول.

٣٦ - وقال في ص ١٨ ناقلا عن اليازجي (غلط: فعله في بادئ الأمر أي في أوله وبدئه. ولا معنى للبادئ هنا لأنه اسم فاعل والمقام يقتضي المصدر أو الظرف) قلت إن هذا من باب تقديم الصفة على الموصوف كقوله (عظيم فائدة) أي (فائدة عظيمة) فالأصل في القول المنقود (فعلته في الأمر البادئ) والتقدير (فعلته في الأمر البادئ لأموري أي في أولها. وذلك كقولهم (فعلته بادئ الرأي) أي في الرأي البادئ للآراء. قال ابن أبي الحديد في الجزء الأول من شرحه ص ٢ وشرع فيه بادئ الرأي شروع مختصر) اهـ. ومن ذا الذي يشفع لليازجي بعد قول مختار الصحاح في (بدا) ما نصه: بدا الأمر من باب سما أي ظهر وقرئ (الذين هم أراذلنا بادي الرأي) أي من ظاهر الرأي ومن همزه جعله من (بدأت) ومعناه: أول الرأي اهـ. فقول الناس (فعله في بادئ الأمر) معناه (أول الأمر) كما قلنا وقال مختار الصحاح.

م. جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>