للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

عثرات إبراهيم اليازجي وجرجي جنن البولسي في مغالط

الكتاب ومناهج الصواب.

٣٢ - وقال في ص ٣٨ ناقلا عن اليازجي (فعله في العاشر من نيسان أو ما أشبه) قلت: إن الأسلاف الفصحاء لا يحذفون مفعول (أشبه) البتة خوف اللبس. ومن الأدلة على ذلك قوله في باب (دخل) من مختار الصحاح (فهذا وما أشبهه يكون ظرفا) وقوله في (ج ٣ ص ٢٦٧) من الكامل للمبرد وأصله في السيف وما أشبهه) وفي ص ٢٧١ قول الأخفش (مثل راض وقاض وما أشبههما) وفي ص ٣١٠ قيل (وكذلك الذئب والعقرب والحية وما أشبه ذلك). ومن أنعم النظر في لغة العرب ألفانا مصيبين كل الإصابة في هذه القضية العجيبة.

٣٣ - وقال الأب جرجي جنن في ص ٧٠ ناقلا عن اليازجي (غلط: مما خلاف فيه هو أن الأمر كذا وكذا. لأن ما قبل (هو) لا يصلح لعود هذا الضمير إليه) قلت أن الأب الذي جمع هذه الفوائد كان أرأى من غيره بأن يرتسم هذا الإرشاد فلا يرتكب ضده. فهو القائل في ص ٣ من كتيبه (فما هي علة ذلك يا ترى؟) وهو القائل في ص ١٠٦ (ما هو حكمه) و (ما هو حكم المسند إليه) فالضميران (هي وهو) لا يصلح ما قبل كل واحد منهما لأن يعود إليه ضمير أبدا. وذلك هو الإضمار قبل الذكر القاتل للفصاحة. وأن أغلب الكتاب في العالم العربي يضعون الضمير بين أداة الاستفهام والمستفهم وهذا من علائم انحطاط اللغة، فالصواب أن يقول (ما علة ذلك. . .) و (ما حكمه) و (ما حكم المسند إليه) لأن الظاهر لم يتقدم فيستوجب الإضمار. وإنما يصح الإضمار في قول من قال (المسند في الكلام فأين هو؟) و (هذا رجل قادم فمن هو؟) و (حق عليه عقاب فما هو؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>