للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لواء العمارة]

١ - نظرة عامة فيه

اضطراب حبل الأمن في جنوبي العراق عام ١٢٧٦هـ! بتمرد عشائر (البو محمد) على الحكومة العثمانية، فرفع زعيمها الكبير فيصل بن خليفة راية العصيان عليها. فاضطرت الحكومة إلى سوق جيش لجب عليها قاد زمامه (اللواء محمد باشا الدياربكرلي) فكانت الحرب سجالاً بين الطرفين. ثم انتهت بكسر فيصل بن خليفة وتنظيم الحكومة مقراً عسكرياً لها على ضفة دجلة اليسرى أسماه الأهلون (الأوردي) وهي لفظة تركية معناها مقر الجيش ولا يزال هناك من يطلق هذا الاسم على البقعة التي أنشئت فيها (العمارة) بعد قليل من الزمن.

ولما هدأت الحالة هناك وعادت السكينة إلى مقرها والسيوف إلى غمودها: نظمت الحكومة العثمانية (لواء عسكرياً) لحفظ الأمن في هاتيك الربوع ولمشارفة سير جباية الأموال الأميرية وأنشأت لجيشها المقيم هناك عمارة فخمة للسكنى وللتحصن فيها عند الاقتضاء وكان المجاورون لعمارة الجيش يفتحون بعض الحوانيت قياماً بما يحتاج إليه الجند ثم أنشئوا جملة مساكن لهم فانتشرت بذلك الحركة العمرانية وأطلق الأهلون ورجال الحكومة كلمة (العمارة) على ذلك المقر العسكري. وبعد مضي حولين كاملين على الحركة التأديبية المار ذكرها نظمت الحكومة (قضاءاً مدنياً) أطلقت عليه أسم (قضاء العمارة) فأخذ الأهلون يختلفون إليه من جهات نائية طمعاً في وفرة الكسب وعذوبة الهواء ونشف الأرض فأصبحت (العمارة) جنة غناء ومتنزهاً وتعد اليوم (باريس العراق) في نظر بعضهم لجمال موقعها وخصب تربتها وكان قائم مقامها إذ ذاك عبد القادر بك فأرخ الأخرس تاريخ إنشاء العمارة قائلاً:

قل لمن يسأل عن تاريخها (قد عمرت أيام عبد القادر) (أي عام ١٢٧٨هـ!) (١٨٦١م) وتقدر نفوسها ب (١٩. ٣٠٠) نسمة وفيها رصيف على طوار النهر يبلغ طوله زهاء ٥٠٠ متر.

<<  <  ج: ص:  >  >>