ولو أنصف الإنسان ما راح مسنداً ... إلى الدهر جرماً وهو لا الدهر مجرم
ولو مثلما قد قيل للدهر سطوة ... على المرء تقضي بالشقاء وتحكم
لما عاش إنسان بأرغد عيشة ... على رغم دهر بالغنى يتنعم
ولو لم يقاوِ الدهر جزءُ اختيارنا ... لما بعث الله رسولاً يعلم
فما الدهر إلا مسرح وفعالنا ... تمثل فيه ما نرى وتجسم
أرى المرء يشقيه قبيح فعاله ... ويسعده حسن الفعال ويكرم
ولكن أبى الإنسان إلا تحاملاً ... على الدهر فيما قد جنى حين يندم
وذلك طبع راسخ في وجوده ... مدى العمر لا يبلى ولا يتصرم
إبراهيم منيب الباججي
[العريسات وأم الغراف]
-
كتب إلينا من النجف حضرة الشيخ العلامة محمد رضا أفندي الشبيبي ما هذا نصه: وقفنا على طرف من أخبار العريسات أخذناه عن قطاع تلك الفلوات وطلاع تلك الثنيات فقد رووا لنا أن العريسات موضع على ٨ ساعات من النجف غرباً. وإنه جسيم بناء تحت الأرض ينفذ إليه الداخل من نفق طويل مظلم ينتهي بأبنية متعددة مختلفة. وهناك مسالك كثيرة أشبه شيء بالجواد إلى غير ذلك مما يطول شرحه. وقد ذكروا أن من يريد الوقوف عليه وقوفاً تاماً تلزمه الإقامة فيه لا أقل من يومين، لا يرى فيها نور الشمس ولا يستغني سالك هذه الطريق المؤدية إليه عن إدلاء وخفراء يصحبونه