للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره]

١ - سرقة الآثار في الحفريات معربة عن البغداد تايمس

للعالم العربي:

كتب المستر (فاتلين) من (كيش) يقول انه كان يود أن يتابع حفرياته لو لم يجد هناك مؤامرة منظمة واسعة النطاق لسرقة الآثار القديمة التي يعثر عليها العمال. ويقول أن سرقة الآثار جارية بلا انقطاع، ومن الصعب جداً منع العامل من إخفاء الأثر حال عثوره عليه. ويقترف اللصوص عملهم المنكر دون أن يقعوا تحت طائلة القصاص. فهم يعلمون أن سراق الآثار تحميهم محاكم الشرطة في العراق لأنه لا تعتبر القضية المقامة عليهم مثبتة ما لم يقبض عليهم في حال ارتكابهم الجريمة. وبالطبع أن موقف المحاكم هذا يشجعهم كل التشجيع على المثابرة على أعمالهم المنكرة. وفضلا عن ولع البدو بالسرقة التي تكاد تكون من طبعهم فان للتحريض الذي يقوم به دائماً مباشرة وبالواسطة بعض التجار البغداديين الذين يزورون كيش بالسيارات علاقة كبيرة بانتشار هذه الجرائم.

ويضيف المستر (فاتلين) إلى ذلك قوله: (ويسهل على المرء أن يفهم أن السلطات كثيراً ما يتعذر عليها منع بعض الحفريات الجارية خفية في خرائب لم تمتد إليها يد المنقبين بعد. إلاَّ أنني لا افهم لماذا لا تحمي البعثات الأثرية حماية افضل مثل هذه التجاوزات إذ كادت تصبح الآن عادة مألوفة. والتبعة لا تقع على عاتق المسؤولين عن إدارة المتحفة العراقية لأن المتحفة هي في الواقع أول من يخسر بسبب هذه السرقات للآثار التي تتسرب إلى أيدي التجار عوضا عن تسربها إلى المتحفة. أما ما يتعلق بكيش فقد اضطرب حبل الأعمال بسبب طردي للسراق بحيث إنني اضطررت إلى وقف العمل وقفاً تاما وهذا يعني خسارة هذه المنطقة ٤٠٠٠ ربية في الشهر. وبأقل من هذا المبلغ تستطيع السلطات المحلية أن تفهم الناس أن لا فائدة من السرقة

<<  <  ج: ص:  >  >>