للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم (الآية) فإن الواو متصلة بقوله (ثامنهم) دون (رابعهم) و (سادسهم)! ونسبة الواو إلى الثمانية لا تشفي غليلا إذ يقال لماذا اختصت بها دون غيرها من العدد؟

وأقرب من ذلك أن يقال أن المفسرين نسبوا القولين الأولين إلى أهل الكتاب ولذلك عقبهما بقوله: (رجما بالغيب) تفنيدا لظنونهم ثم أتى بالقول الثالث الذي نسبوه إلى المسلمين. وإذ كانت غاية منزل هذه الآية التنويه بشأنهم وعلو منزلتهم في البلاغة أودع كلامهم نكتة بديعة دون كلام غيرهم وإيضاحه أن ترك الواو يجعل الكلب كأنه داخل في جملة أصحاب الكهف وهو مما لا يرتاح إليه الذوق! فأقحم الواو في كلام المسلمين للتمييز على سبيل التأدب من هذه الناحية تشبه الواو التي في قول المجيب بالنفي: (لا وأطال الله بقاءك) وهي الواو التي وصفها بعض البلغاء بأنها أحب إليه من واوات الأصداغ.

محمود الملاح

[ضبط الأبنوس]

في (البستان) الأبنوس، بضم الباء (؟! كذا) وفتحها (كذا): شجر يعظم كالجوز، أوراقه كأوراق الصنوبر وثمره كالعنب وخشبه شديد الصلابة اسود، والهندي منه فيه بياض وهو معرب واسمه بالعربية سأسم وزان جعفر بهمزة. وحذف الواو لغة. أهـ.

والذي قرأناه في تاج العروسفي مادة بنس: آبنوس بمد الألف وكسر الموحدة، قيل: هو الساسم، وقيل هو غيره. واختلف في وزنه وهنا (أي في مادة ب ن س) محل ذكره. انتهى - وذكر اللسان الأبنوس في س س م، وضبطها ضبط التاج، ثم قال: والساسم غير مهموز. ثم ذكر الساسم في س أس م، وقال: (قال أبو حاتم: هو الساسم غير مهموز). أهـ. فاتضح من هذا أن (البستان) وهم في ضبط الأبنوس كما وهم في ضبط الساسم إذ أن غير المهموز افصح من المهموز. ومن غلط في ضبط الأبنوس صاحب محيط المحيط وكل من نقل عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>