للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

أصل ياء النسبة

في لغتنا البديعة ياء النسبة إلى الأعلام. فإنك إذا أردت أن تقول مثلا: هذا الرجل هو من بغداد أو من العراق. استغنيت عن قولك (من بغداد أو من العراق) بقولك: بغدادي أو عراقي. فمن أين جاءتنا هذه الياء؟

إنك تعلم إن ليس من حرف في اللغة العربية إلاَّ وهو مقطوع من كلمة كانت تفيد المعنى المطلوب من ذلك الحرف ولا يشذ من ذلك حرف واحد. فياء النسبة إذا من هذا القبيل. والذي نراه أن الياء مقطوعة من كلمة (قي) بقاف مكسورة وياء مشددة ومعناها في العربية الأرض القفر الخالية؛ والمراد بذلك الأرض التي ينتسب إليها الرجل؛ وأنت تعلم إن الديار كانت في العهد القديم خاوية خالية ومسكن الناس الخيم وبيوت الشعر. فإذا غادروا موضعا لم يبقوا فيها سوى الأطلال والدمن.

وعليه: إن قلت فلان بغدادي أو عراقي فمعناه: بغداد أو العراق قيه أي أرضه أو مسكنه أو موطنه.

أما إن سألت: ولماذا قدرت كلمة (قي) ولم تقدر كلمة أخرى؟

قلنا ١ - لأن ياء التشديد في (قي) لا تجدها في غيرها من الكلم الخفيفة

٢ - لأن الكلمة واحدة الهجاء عند الوقف أو ثنائية الهجاء في الدرج والعلماء لا يقدرون من الألفاظ المحذوف بعضها إلاَّ إذا كانت كذلك.

٣ - لأن هذه الكلم من اقدم الكلم الواردة في جميع اللغات فهي في الشمرية (قي) أو (جي) كما في العربية. وهي باليونانية (جي أو قي أيضا ولهذا سمى الشمريون ديار العراق في قديم العهد (قان جي) أي (قي القان) بمعنى أرض القان أو القنا وهو نوع من الشجر كالقصب تتخذ منه القسي ينبت في الارضين الرطبة الحارة الإقليم. ومثل القي في العربية القوى (وزان

<<  <  ج: ص:  >  >>