أطلعني صديقي الموقر العلامة صاحب لغة العرب على ما تضمنته مجلة الشرق من الرد عليه بأنه كان قد أخذ على صاحبها الأديب موسى كريم وهمة وهمها في كتابه المسمى ب (تأثيرات سياحة) وهي قوله (السيدة المصون) و (والدته المصون) وليس ذلك الرد لصاحب المجلة بل لجورج مسرة الأستاذ فطلب إلي الأب المحترم أن أكون حكماً في هذه القضية. فلذلك أقول:
أن الأب انستاس اصلح لفظ (المصون) بإضافة الهاء لان الموصوف مؤنث فصارت الصفة (المصونة) فرد عليه جورج مسرة بأن العرب يحبون الحذف كثيراً عند أمن اللبس وان الحذف عنده في هذه اللفظة جائز وان اللبس ممتنع لكون الرجل (صائناً) أبداً ولا يوصف بالمصون مطلقاً، وقد ذكر من الحذفيات ما خرج به عن القضية خروجاً تاماً فنحن لا نتعرض إلاَّ لما يمس المجادل فيه. وتعرضنا مقصور على الأمور التالية الآن:
(١) قابل هذا الأديب الفاضل (المصون) بطالق وثيب، ومطفل ومتئم ومرضع، مع أن هذه الصفات على اختلاف أوزانها هي أسماء فواعل لا أسماء مفعولات، و (المصونة) اسم مفعول، فالقياس باطل إذن لاختلاف النوعين.
(٢) واحتج بان الصلة حذفت من (مندوب) و (معتوب) في قول بعضهم، ونزيد له على ما ذكره قولهم (مأذون) و (محجور) و (مدلول) و (مشترك) ولكن المحذوفين غير متشابهين، ولزوم التأنيث اشد من لزوم هذه الصلة، ألا ترى انك مع حذفك الصلة ملزم أن تقول للمؤنث (مندوبة ومأذونة ومحجورة ومدلولة ومشتركة) فالتأنيث اللازم لا يستغني عنه، كما في هذا الموضوع.
(٣) واحتج بقوله تعالى في سورة الأعراف (إن رحمة الله قريب من