المحسنين) وقال:(فقد قيل: إن رحمة ذكرت لأنها مضافة إلى المذكر، وقيل: لان قريب صفة لمحذوف مذكر أي أمر قريب) وندحض هذا الاحتجاج بما ذكرناه في المادة الأولى من اختلاف اسم الفاعل واسم المفعول في المعنى، ولا يراد ههنا الشاذ، فالقريب صفة مشبهة باسم الفاعل
والمصون ما علمت، وندحضه بأن (السيدة) ليست مضافة كالرحمة حتى توافقها الحجة، وبأنه لا يصح التقدير بان يقال (السيدة إنسان المصون) لان وضع الهاء اسهل وأدل من هذا التقدير البارد ولان الموصوف النكرة لا يوصف بالمشتق المعرف بال مثل (المصون) فكل ادحاض من هذه الادحاضات مانع للقياس، بله انه جاء في مختار الصحاح (ولم يقل: قريبة لأنه أراد بالرحمة الإحسان، وقال الفراء: القريب في معنى المسافة يذكر ويؤنث، وفي معنى النسب يؤنث بلا خلاف). على أننا لا نذهب إلى هذه الأقاويل بل نعتقد أن (فعيلاً) في اللغة العربية القديمة كان يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع وهذا القريب من آثاره، ومنها (الرقيق) قال في المختار (والرقيق: المملوك واحد وجمع) و (الصديق) ففي المختار (وقد يقال للجمع والمؤنث: صديق). و (قليل) قال في المختار (وقوم قليلون وقليل أيضاً)، قال الله تعالى:(واذكروا إذا كنتم قليلا فكثركم) وقال السموءل:
تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها: إن الكرام قليل
و (كثير) وعليه قوله تعالى في سورة آل عمران (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فنا وهنوا لما أصابهم في سبيل الله. . .)
(٤) واحتج أيضاً بقوله (لان الرجل صائن أبداً ولا يوصف بالمصون) وهذا قول من لا تحقيق له، فان المصون من الصفات التي تستعمل للرجل قال الشريف الرضي - رح - يمدح بهاء الدولة البويهي: