للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الصدر وقد رأينا في ص٣٣ ما يؤيد هذا الظن ويخرجه إلى عالم الحقيقة والصحة. قال المؤلف:

[فصل في دير القائم الأقصى]

قال أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني: (دير القائم الأقصى) على شاطئ الفرات بطريق الرقة. القائم الأقصى مرقب (قلت أنا: والى اليوم ترى آثار هذا المرقب مائلة) كان بين أرض الروم وارض فارس. وعنده دير جليل. ومر به الرشيد في خلافته فاستحسن الموضع واستطابه، وكان الوقت ربيعاً، وكانت المروج التي حوله مملوءة بالشقائق والأنوار، وأصناف الرياحين والازهار، فنزل به وأقام ثلاثة أيام.

قال هاشم ابن محمد الخزاعي: فدخلت الدير لأراه وأطوف فيه، فرأيت جاريةً ديرانية حين نهد ثدياها، لم أر احسن منها وجهاً وقداً وملاحة واعتدالاً، وكان والله تلك المسوح حلياً لها، تضئ بها وتنير. فدعوت بمن جاءني مسرعاً بشراب، فأقبلت اشرب على وجهها واستمتع من محاسنها، فقلت فيها هذه الأبيات:

بدير القائم الأقصى ... غزال شادن أحوى

برى حبي له جسمي ... ولا يدري بما ألقى

وأخفى جليل جهدي ... ولا والله لا يخفى (كذا)

إلى آخر الحكاية. وقد روى مثلها صاحب الأغاني في ٥: ١٢٣ وفي صدر البيت الأخير: واكتم حبه جهدي

<<  <  ج: ص:  >  >>