للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العدد ٥٤ - بتاريخ: ٠١ - ١٢ - ١٩٢٧

[إلى القراء]

رواية التمثيل النثرية الشعرية غير معروفة عندنا في العراق، ولما كان ملكنا المحبوب المفدى مطبوعاً على ترقية هذه الديار العريقة في المدينة وساعياً لرفعها إلى المستوى سائر ربوع الحضارة أقترح على الشاعر العصري الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي، أن يؤلف رواية وطنية المغزى، تدفع الأدب العربي إلى الالتحاق بسائر الأقوام الحية، فنهض الصديق للحال وألف هذه الرواية البديعة التي تبقي له الأثر الطيب، إذ تكون الأولى في ما يؤلف بعد ذلك. ويكون للزهاوي القدم الفاتحة لهذه الدولة الجديدة من الأدب العصري. وكيف لا يكون له السبق في هذا المضمار وهو الذي كان المجلي في عدة مباحث لم يكن لغيره نصيب سوى الاقتداء به دون الالتحاق به؟

وقعت حوادث هذه الرواية قبل الدستور العثماني بسنتين أو ثلاث. يقف القارئ في مطاويها على (روحية) الشعب يومئذ. ويتحقق ما كان للولاة من الاستبداد والظلم، ويشاهد الماس على اختلاف طبقاتهم كيف كانوا يتزلفون إلى السلطان الجبار (عبد الحميد) فيقصون عليه أو على ممثليه الأحلام الغربية، ويتوسلون إلى بلوغ أمانيهم بالتجسس والوشايات. ولذلك كنت ترى الفظائع والفجائع في كل موطن من الديار الخاضعة لصولجان (الجبار العنيد). ومن الجملة هذه الفاجعة التي تنقشها ريشة مصور الفكر الماهر، وطنينا الزهاوي، فدونها بلوحتها الزاهية الألوان البديعة التمثيل:

(لغة العرب)

<<  <  ج: ص:  >  >>