للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

ورد إلينا من حضرة صاحب المعالي يوسف بك غنيمة ما هذا نصه:

ألفاظ في رسالة ذم القواد

لقد اطلعت على الرسالة الموسومة (ذم القواد) التي نشرها الدكتور داود بك الجلبي في لغة العرب الغراء (٩: ٢٦ إلى ٣٨) فقدرت سعي صديقي الدكتور الجلبي حق قدره في نشر هذا الأثر النفيس للجاحظ.

رأيت في ص ٣٥ من مجلة عبارة: (فلو رميت بحالس ما سقط إلاَّ على رأس ملاح) وفي الأبيات الواردة بعدها جاء اللفظ (حواليش) ولقد شرحتم الكلمتين في ذيل الصفحة المذكورة في الرقمين ٤ و٧.

والذي أراه أن (الحاليش) مفرد (الحواليش). وفي الآرمية (حلشا) بمعنى الميل (راجع ص ٢٤٥ من المعجم دليل الراغبين في لغة الآراميين) وربما اقتبس الآرميون هذا الحرف من اليونانية من فعل ومنها الإفرنجية ومما يقارب هذا المعنى، اللفظ المستعمل حتى اليوم عند أهل السفن في العراق وهو الهالوش وجمعه الهواليش. والهالوش معناه: الوتد (راجع لغة العرب ٢: ٤٠٢). ولا يبعد أن يكون الجاحظ ذكر الهاليش والهواليش فحرفتهما أيدي النساخ وأبدلت الحاء هاء، وهو أمر محتمل للتشابه بين رسم الحرفين المذكورين، ومعنى اللفظين الواردين في رسالة الجاحظ، يحتمل هذا التفسير فما رأيكم حفظكم الله؟

(ل. ع) هذا الأمر غير بعيد التأويل. وكان قد عن لنا حين طالعنا رسالة الجاحظ لكننا عدلنا عنه؛ لأن الجاليش لا يتطلب تلك التمحلات العديدة، ولأن معنى البيت يوجب أن يكون ما يفيده الجاليش، - وأما أن اللفظة (حلاشا) الآرمية تتصل بالإغريقية (هليكس) فلا نرى ذلك، وإن كانت المشابهة بين الكلمتين بينة. فالمجانسة لا تكفي في مثل هذا الأمر ولا سيما أن معنى الواحدة غير معنى الثانية. فالحرف الآرمي يعني المكحل والمردي،

<<  <  ج: ص:  >  >>