للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقاله في أسماء أعضاء الإنسان]

لابن فارس

(لغة العرب) حضرة الزعيم داود بك الجلبي من مشاهير أبناء العراق المعروفين بتتبع آثار الأقدمين منا. وقد نشر في هذه المجلة رسائل للجاحظ، كادت تضمحل لولاه. والآن يعنى بنشر مقالة لابن فارس اللغوي الشهير الذي طوى بساط أيامه في المائة الرابعة للهجرة (من ٣٢٩ إلى ٣٩٠) وقد قال عنه الصاحب بن عباد قولا بقي حياً بين الفضلاء هو: (رزق ابن فارس التصنيف، وأمن من التصحيف).

والرسالة الآتية ترى في مجموعة وصفها الدكتور نفسه في كتابه (مخطوطات الموصل) ص ٣٣ وهي من مخطوطات المدرسة الاحمدية. ونفاسة هذه المقالة ظاهرة من أن ابن فارس ذكر معاني الألفاظ على ما تحققها ونفضها من غبار التوقف والارتياب وأخرجها بصورها الحقيقية على ما عرفها السلف الصالح فهي من أثمن الهدايا اللغوية ويحسن بالأديب أن يطالعها مراراً ليعلم كيف يتقن ألفاظ اللغة ومعانيها.

وقد صحح الدكتور جميع الألفاظ التي أفسدها النساخ، فدونكها:

الحمد لله رب العامين، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.

بسم الله الرحمن الرحيم

مقالة في أسماء أعضاء الإنسان

قال أبو الحسين احمد بن فارس رحمه الله تعالى: هذا ما يجب على المرء حفظه من خلق الإنسان. فقد نرى من تعمق في غريب الكلام ووحشية، وإذا أراد الإخبار عن عضو من أعضائه، بوجع يعتريه فيه، أومأ إليه باليد، قصوراً عن معرفة اسمه. وهذا قبيح.

ثم اعلم أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام من الطين أبيضه وأحمره وأسوده فلذلك اختلفت ألوان ولده؛ ومن الماء عذبه ومره وملحه، فلذلك اختلفت الأخلاق.

فأول أعضاء الإنسان من جهة العلو رأسه. وهو مذكر، وأول ما في الرأس الشعر، وهو جمع، واحدة: شعرة كتمر وتمرة. ومن ذلك الفودان: وهما

<<  <  ج: ص:  >  >>