[نموذج آخر من تراجم الشعراء]
الشيخ حسين العشاري
تتمة
وله من قصيدة في الإمام علي حينما زار قبره سنة ١١٨٥ وذكر المنازل التي قطعها من بغداد إلى النجف:
إليك توجهنا فلاحت لنا البشرى ... وتمت لنا الدنيا بجاهك والأخرى!
حبسنا على حر الهجير نفوسنا ... لأنا علمنا أن سنوردها بحرا!
ولم نصحب المسك الفتيت لعلمنا ... بكون ثراكم فوق ارداننا عطرا!
ولم نحمل الدينار علما بأننا ... سنلقط من حصباء أرضكم تبرا!
وما قصدنا إلاَّ الحضور بحضرة ... على عرش بلقيس سما فضلها قدرا
ورؤية قبر قد تضمن سيد ... هو البحر سمته العباد لنا حبرا
محل حوى علما وجودا وسؤددا ... إلى منتهى الدنيا تدوم له الذكرى
كريم نجار من لؤي بن غالب ... وصفوة عدنان ومن مضر الحمرا
ولما قصدناه تركنا عيالنا ... وأولادنا الأطفال والبلدة الزورا
إلى أن نزلنا (الخان) أول منزل ... ونمنا وصلينا بساحته الظهرا
ومن قبل عصر قد شددنا رحالنا ... وجئنا (لبئر النصف) والركب قد سرا
ومن بعد ذا جئنا إلى (الخان) بعده ... وبتنا به والنوم عن مقلتي فرا
ولما بدا الصبح المنير وأقبلت ... كتائبه تسعى برأيته الشقرا
نهضنا وروينا جميع دوابنا ... بلطف وصلينا بجانبه الفجرا
وسرنا إلى (خان المحاويل) والهوى ... لحب أبي السبطين يقدمنا شهرا
أقمنا به حتى أتى العصر فانثنت ... إلى (الحلة الفيحاء) رواحلنا تترى
نزلنا على قوم كرام بها نشوا ... على الجود والاضياف في دورهم تقرى
ومن بعد ذا سرنا صباحا وعندنا ... من الشوق ما يستوعب السهل والوعرا!
ولما أتينا قبر (ذي الكفل) وانجلت ... لنا عن طريق القصد باقعة غبرا