للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نظرة في تاريخ مساجد بغداد]

وقع نظري على تاريخ مساجد بغداد فبدا لي خطأ أعرضه على القارئ. ذلك أن مهذبه محمد بهجة أفندي الأثري قال حول (مشهد الإمامين في الكاظمية) في ص ١١٧: (وعمر في القرن السابع الهجري عمره البويهيون فيما أظن وبقي على ذلك إلى أيام وزارة ابن العلقمي فعمر القبة. . .) اهـ والذي أعلمه أن دولة البويهيين انقرضت سنة سبع وأربعين بعد الأربعمائة للهجرة (٤٤٧) أي منتصف القرن الخامس الهجري إلا ثلاث سنين. فالظن في التاريخ شوك وقد قيل (إنك لا تجني من الشوك العنب). أما الذي عمر المشهد في الاحتراق الثاني فهو (أبو نصر محمد الظاهر بأمر الله) وعمره بعده (المستنصر) لأنه أحترق في زمن الظاهر فشرع في عمارته فمات. ثم أتمها المستنصر. وإن المهذب هذا قد ذكر احتراقه الذي حدث سنة (٤٤٣) فهل من المعقول أن يبقى من منتصف القرن الخامس إلى القرن السابع بلا عمارة؟

وقال المهذب المسطور في ح ص ٥٣: (زعم انستاس هذا أيضا - لغة العرب م٣ ص ٥٦١ - إن على هذا الباب المسمى اليوم بالباب الوسطاني كتابة مسطورة على جبينه. . . وليس ثمة كتابة وإنما هي على الطلسم الذي أتخذه الأتراك مخزنا للبارود والقنابل ونسفوه ليلة سقوط بغداد بيد البريطانيين. وقد أختلط عليه الأمر فظن ذاك هذا وقال ما قال رجما بالظنون، ولعمري لو كان المؤرخون كلهم على شاكلة هذا الأنبا أو هذا الأب لقلنا على التاريخ العفاء) انتهى بحروفه.

قلت إن هذا المهذب أراد بباب الوسطاني (باب الظفرية) الذي سمي باسم محلة الظفرية من محال بغداد. وقصد بالطلسم (باب الحلبة). أما ما ذكره من تكذيبه الأب أنستاس واستجهاله إياه فليس في محله لأن الكتابة التي تكلم عليها الأب المذكور لا تزال مرقومة ثابتة على باب الظفرية (الوسطاني) وترى على الوجهة الجنوبية وقد تبحثتها يوما بعد يوم حتى قرأتها واليكها أيها القارئ فهي

<<  <  ج: ص:  >  >>