طالعت في الجزء الأول من لغة العرب في سنتها الثامنة ص (٣٢ إلى ٣٩) رسالة النابتة للجاحظ التي عني بنشرها حضرة الدكتور داود الجلبي. وقد ظن أن هذه الرسالة لم تنشر سابقاً. والحق أنها برزت إلى عالم الطبع على يد الأستاذ فان فولتن فقيد العلم والأدب وكان قد اعتمد في طبعها على النسخة المحفوظة في الآستانة. والرسالة مدرجة في أعمال المؤتمر الحادي عشر، مؤتمر المستشرقين في القسم الثالث في ص١١٥ إلى ١٢٣ (طبع باريس سنة ١٨٩٧) وقد ذكرت هذه الرسالة في كتاب (الآداب العربية) تأليف بروكلمن (ولعل حضرة الدكتور الجلبي لم يقف عليها لأنها ليست تحت يده) إذ هي في موطن منزو من ملحق المجلد ٢ص ٦٩٣، ولهذا نلفت أيضاً نظر حضرة الأديب يوسف آليان سركيس إذ لم نر لها ذكراً في معجمه الذي وسمه بمعجم المطبوعات العربية. والمفيد في نسخة الآستانة المطبوعة أن النسخة المذكورة تشابه كل المشابهة النسخة الموصلية حتى في بعض أوهامها الظاهرة للعيان، وهذا ما يحدو بنا إلى القول أن الرسالتين منقولتان عن أصل واحد هو الأب. وفي عدة مواطن ترى النسخة الآستانية (وهي التي نرمز إليها بحرف (ن) أضبط من النسخة الموصلية التي (نرمز إليها بحرف (م) وتؤيد في أغلب الأحيان صحة فكرة الدكتور الخبير فليسمح لي إذن حضرته أن أقابل روايته برواية النسخة الآستانية لينجلي الحق لمن يريد اتباعه.
ص٣٢ س٢ ن: الامتناع كما في م وأظن أن الامتناع بتاءين هو الصحيح -