للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعثرون على شيء يخدمون به التاريخ، ويكشفون الستار عن تاريخ هذه البلاد الغامض الذي لم يعرف الباحثون منه إلا نزراً يسيراً لا يفي بالمقصود ولا يشفي غليلاً، فعثروا هناك على آثار قديمة وصخور عليها إشارات وكتابات غريبة يرجع تاريخها إلى عهد الآشوريين، سكان تلك البلاد الأقدمين، وبعض تصاوير ورسوم تفيد التاريخ فائدة كبرى، وقد بعثوا بكثير منها إلى دور التحف في أمهات العواصم الأوربية. فعسى إن اللجان العلمية في أوربا تستنطق تلك الآثار. وتحل تلك الرموز والإشارات. فتحدثنا عن تاريخ تلك البلاد بالنبأ الصحيح.

إبراهيم حلمي

[تصرف العرب في الألفاظ الأعجمية]

١ - تمهيد

خالط العرب العجم منذ أقدم العصور وإن أنكر هذه الحقيقة بعض ضعفاء الكتاب. لأن التاريخ يشهد على ذلك شهادةً لا ريب فيها ولأن اللغة العربية تؤيدها. بيد أن هذا الاختلاط زاد زيادة عظيمة منذ انتشار الإسلام في العالم فكثر الدخيل في لسانهم وفشت اللغة الفاسدة بين المتكلمين فشواً خيف منه سوء العقبى ولكن لما سهلت المطابع نشر المطبوعات والمؤلفات والجرائد أخذ اللفظ الفصيح يصارع القبيح حتى أصبحنا اليوم في مأمن من قتل هذا ذاك. وقد جرى العرب في نقل الألفاظ الأعجمية على طريقة تكاد تكون قياسية في اغلب الأحيان ولهذا وضع اللغويون قواعد يجري عليها المعربون فكان في ذلك نفع عظيم لكي لا يعبث بعضهم في الألفاظ الدخيلة ويفسدها إفساداً لا يهتدي إليها. ومع ذلك فقد جاءت ألفاظ كثيرة يصعب اليوم معرفة أصلها لكثرة ما أصابها من التشويه والتصحيف والتحريف وقد يبلغ تصحيف اللفظة الواحدة إلى عشر صور مختلفة أو عشر لغات وقد يتجاوز هذا العدد حتى لا يعرف على التحقيق وفي جميع كل تلك الحالات لا ترى أثراً للجري على الخطة التي وضعوها إذ يخالفون فيها ضوابط الأقدمين وأقوال المستشرقين الذين يظنون هم أيضاً أن العرب وضعت طرقاً مطروقة لم يخرجوا عنها وقد جمعنا من الألفاظ المشوهة شيئاً كثيراً خالفوا فيها النهج المألوف. من ذلك الكلمة الآتية:

<<  <  ج: ص:  >  >>