للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ثأر الموت]

رثاء العلامة الدكتور صروف

(يا خصيمَ (الحياة) بَدَّدْتَ نُوَرَا ... أَمَتعَ (الفكْرَ) لَذةً وحُبُوراً

يا عَدُوَّ (النُّبوغ) يا إلفَ حِقِدْ ... أيُّ وَقْدٍ أثَرْتَهُ أيُّ وَقْدِ؟!

في زمان يَشُذُّ فينا العظيم ... كيف يوفي الرثاَء دمَعُ نَظيمُ؟

ليسِ شِعْرِي سوى عواطِف نَفْسي ... وهو قدخانَ جازعاً وَصْفَ حِسِّي

وله العُذْرُ أيها (الموتُ) حَقَّا ... عُذْرُ مَنْ صَارَ بالتأمُّل يَشْقَى

أيُّ عُذْر لديكَ أنتَ لِتَجْنِي ... عابثاً بالذَّكاء؟!. . . فِيمَ التَّجَنّيِ؟!)

قال لي (الموتُ) هامساً في خشوع: ... (بعضَ هذا فما الحِجى للُّدُموعِ!

لست والخالقِ (الطبيعةَ) إلا ... مُخْلِصاً للحِجى، وللحمدِ أَهْلاً!

إنَّ ثَأْرِي من الحياةِ انتقالي ... بالأعَزِّ النفيسِ شَطْرَ الجَلاَلِ

فهي مهما أفَادها لنْ تؤّدي ... حَقَّه الفَخْمَ مِنْ جَلاَل ومَجْدِ

كُلُّ ذنب الوفاءُ (للعبقرَّيةْ) ... وانتقالُ (الذَّكاء) و (الألمعَّيةْ)

أَنْشُرُ (الفكرَ) في (العَواِلم) شَتَّى ... بعدَ عُمْرٍ فيبعثُ (الفِكْرُ) مَوْتَى

فَدَع اللَّومَ! إنَّ لَوْمكَ جَهْلُ ... إنَّ لُغْزَ (الوُجُود) صَعْبُ وسَهْلُ

وجديرُ بكَ الصَّموُتُ طويلاَ ... منْ مَلاَم أراهُ جَهْلاً وَبيلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>