للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الحب الضرير]

إذا هب نسيم الربيع، طاب الهواء، وانبتت الأرض فابتسم

ثغرها عن أزاهير شتى، وفاح عطرها وانبث في جنباتها. تلك

هي صورة شعر أبي شادي؛ فانك لا تسمع كلماته إلا تحس

بنسيم شعره يدب في فكرك، فيجول في خفاياه أو زواياه

ويحيي كل دفين فيها. فلله دره من شاعر مفلق، وساحر فاتن!

(ل. ع)

سلام عليك زمان (الشباب) ... على أمل (الحب) والملتقى!

نكبت بعمر الجوى والفراق ... فلما التقينا حرمت اللقا!

كأن لم تكن فترة للوصول ... نسيت بها الخطر المحدقا!

عناء جديد، وقلب وحيد ... يقطعه الدهر ما فرقا

وصفو تولى كموت (الربيع) ... وقد شوق الروح ما شوقا

فيا جزعي للفؤاد العميد ... يعود إلى نفيه مرهقا

ويفضي بآلامه للنظيم ... فيجري به دمه مهرقا!

ويحسده في الشقاء الخلي ... ويحسبه الشاعر المفلقا!

نشأت على (الحب) منذ الصبا ... ودمت وإن شيب المفرقا

وأوذيت من اجله في الحياة ... وما زلت أرعى له الموثقا

أدين له بمعاني (الجمال) ... وكم ألهم الأمل الريقا

وكنت أراه الشفاء الأكيد ... لروحي فأصبح لي مغرقا

وكنت أراه الهدى والندى ... فضل وعشت به مخفقا!

فؤادي الحزين العصي المنى ... تشجع! وعش في الأسى مشرقا!

<<  <  ج: ص:  >  >>