للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لئن خانك (الحظ) طول الشباب ... كما خانك (الحب) مستغرقا

فلا تنس أنك ملك الجمال ... وقد ملأ (العالم) المطلقا

فنح أن تشأ من هموم (الغرام) ... فكم كان في ظلمه محرقا

وذب أن تشأ (للوفاء) المضاع ... فلن يستعاد ولن يشفقا

ولم ما استطعت فلن تنتهي ... بلومك (للحظ) في مرتقى

إذا كنت ألف (الغرام) الضرير ... فماذا تفيد المنى والرقى؟!

تشجع فؤادي! تشجع! فكم ... تذوقت عمرا صنوف الشقا

وقد سامك (الدهر) شتى العذاب ... فكنت به الساخر المشفقا!

فلا تلق حزمك يوم الأسى ... وقد خذل (الحب) فيك (التقى)

تناس المنى والوصال القصير ... وعهدا يظل لك المقلقا

وخل الهوى وبنات الهوى ... ولذ (بالطبيعة) مستوثقا

حياتك (للكون) وهو الأمين ... فناج السنا الشائق الشيقا

خفوقك نبض بشعر (الجمال) ... وكم رف مبتسما رائقا

فعش (للجمال) الشريف العزيز ... فما الكون في حسنه ضيقا

تسمع خرير المياه الشجي ... يغني أغاني الهوى والبقا

وحصباءها وهي تصغي إليه ... ببشر وتوشك أن تنطقا!

وراقب تودد (زهر) نضير ... إليك و (طيرا) له زقزقا

وراقصة (النحل) بين الاشع ... ة، و (الروض) من أنسها صفقا

وحالية من جموع (النخيل) ... تعاف الهموم فلن تطرقا!

ولا تنس موجا لبحر دؤوب ... يحاكي المفكر والأحمقا!

فيمضي بعسكره في هجوم ... ويرجع في خيبة محنقا!

ويلبث طورا يناغي الرمال ... فيغنم منها الذي نسقا!

ويصفو فيحظى بشكر (الحسان) ... و (بالحسن) يكسبه رونقا!

<<  <  ج: ص:  >  >>