مما يؤثر عن الأخطل إنه أثر شعره على بني أمية تأثيرا أشد من تأثير ديانتهم عليهم. فتأثروا بدعه جاعليها سنة من ازور عنها ساءت سمعته. ومن ذلك أن (صاحب اليمن أرسل جارية عبلة إلى (عبد الملك بن مروان) الملقب برشح الحجر، ولما أحضرت عنده وانفرد بها عن وليجته وعم بها. أعلمه الأذن أن رسول (الحجاج) بالباب فنحى الجارية وأذن له وكان معه كتاب من (عبد الرحمن بن الأشعث) وبعد قضاء حوجائه بأن يقلب الجارية ويقول: ما أفدت فائدة أحب إليّ منك. فتقول: ما بالك يا أمير المؤمنين وما يمنعك؟ فقال: يمنعني ما قاله (الأخطل) لأني أن خرجت منه كنت ألام العرب:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار
فما إليك سبيل حتى يحكم الله بيني وبين (عدو (كذا) الرحمن بن الأشعث) فلم يقربها حتى قتل عبد الرحمن وفي ذلك رأينا أن عبد الملك متأثر ما قاله الأخطل تأثرا عجيبا، ولو كان قول الشاعر تفها واضح التفه لأن الرجل المنتظر نتيجة حرب لا يلذ له الطعام فكيف الإلمام؟ هذا حال عبد الملك هنا ولكنك تجده في طور ثان (أول غادر في الإسلام) حينما أمن (عمر بن سعيد الأشدق) المستعصي في دمشق ثم اعتقله وقال له (امكرا وأنت في الحديد) ثم غدر به فبقي غدره (سبة) وإن الشعراء قد أثروا على من قبله مثل (يزيد بن معاوية المتمثل بقوله (ابن الزبعري).
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل. . . الخ