للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أسئلة وأجوبة]

١ - أصل الأميرال ومرادفاتها في العربية

سألنا أحد أدباء طرابلس الغرب: هل حقيقة أن لفظة الأميرال الإفرنجية هي عربية الأصل؟ وهل استعملها العرب سابقاً. وإن لم يستعملوها فما كانوا يقولون في معناها؟

ذهب كثير من المستشرقين وجماعة من الباحثين عن أصول المفردات من أبناء العرب المحدثين (متبعين في هذا الرأي الإفرنج المتعربين) إلى أن الأميرال لفظة عربية الأصل من (أمير الماء أو أمير البحر). أما نحن فنوافقهم في بعض الشيء لا في كله ونرى أن الكلمة من العربية (أمير) لا مقطوعة من اللفظتين والسبب هو أن الإفرنج أخذوا عن العرب ما نطقوا به لا غير. والحال أن العرب الأقدمين لم يقولوا البتة: أمير الماء بل أمير البحر، أما أمير الماء فإنهم لم يعرفوها وأما أمير البحر فقد استعملها أبو المحاسن ابن تغري بردى صاحب كتاب النجوم الزاهرة في أخبار ملوك مصر والقاهرة وقد طبعه جوينبول ومتثيس وقد توفى مؤلفه سنة ٨٧٤هـ (١٤٦٩م) ووردت اللفظة فيه في عدة مواطن منها في ٢: ١١٦ وقد أكثر المحدثون من ذكرها. - أما وجودها عند الإفرنج بصورة أميرال فإنه كان عن طريق اللغة اللاتينية المولدة وهذه من العربية أي من الأمير. وكان هذا الاسم يختلف عند العرب الأقدمين باختلاف البلاد ففي ديار المغرب وأفريقية كان يعرف باسم (الملند) وهي من اللغة الإسبانية من (وهي بكسر الميم وفتح اللام المفخمة بعدها نون ساكنة يليها دال مهملة) قال ابن خلدون في مقدمته (ص ٢١٨ من طبعة بيروت الأولى) في كلامه عن قيادة الأساطيل: هي من مراتب الدولة وخططها في ملك المغرب وأفريقية ومرؤوسة لصاحب السيف

وتحت حكمه في كثير من الأحوال. ويسمى صاحبها في عرفهم (الملند) بتفخيم اللام منقولة من لغة الإفرنجة فإنه أسمها في اصطلاح لغتهم)، اهـ على أن لفظة الملند مصفحة

<<  <  ج: ص:  >  >>