للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كنوز هيكل أدب]

أعظم مصدر لهذه الأنباء كتاب (بسمايا أو مدينة أدب المفقودة) لصاحبه الدكتور جمس بنكس النقاب الأمريكي وبعض كتب إنكليزية أثرية.

كان في حروب العصور القديمة يفتك بالشعب المغلوب فتك ذريع، فيقتل الرجال وتسبي النساء وتهتك العذارى وتذبح الشيوخ والأطفال بدون رحمة وتدك القلاع والأسوار وتهدم الهياكل والقصور وتقلع المباني والدور بعد سلب ما فيها من الأحجار الكريمة والذهب والفضة والأثاث النفيس والتحف النادرة.

وقد حدث لمدينة أدب ما حدث لغيرها من المدن الكبيرة التي دكت أسسها إلى الحضيض فأصبحت قاعاً صفصفاً بعد أن أستأصل العدو من ربوعها الحضارة والعمران فان آثار الدمار والخراب لا تزال ظاهرة كل الظهور في أطراف هذه العاصمة العظيمة فقد عثر المنقبون في هيكلها الكبير على تماثيل مبتورة الرؤوس مهشمة الأعضاء وعلى بضعة آلاف شقفة وشظية لأوان حجرية وصلصالية وخزفية وكلها تنبئنا بأن الجيش المنتصر لما استولى على هذه المدينة أخذ يسلب ما في قصورها وهياكلها ودورها من الجواهر واللآلئ بعد أن مثل بملكها وأمرائها وقوادها وأبطالها شر تمثيل وأغتال كهنتها ورؤسائها واستباح دماء الضعفاء العاجزين عن مقاومته.

كانت العادة قديما في ديار شمر أن تصف على أحد أطراف قاعدة الهيكل تماثيل الملوك والملكات وأنصاب آلهة المدينة المقامة لحراستها من الطوارئ والنوائب فكان من أول واجبات الجيش الظافر أن يستأصل تلك الآلهة بقطع رؤوسها وبتر أذرعها وإنزالها من فوق قواعدها اعتقادا منه أن ذلك مما يزيل عنها قوة الألوهية التي فيها، ويحط من عظمتها وجبروتها، وبعد أن يتم لهم قطع أعناق الآلهة والملوك يقبلون على الهيكل فينزعون صفائح الذهب الملصق على جدرانه ويجمعون الآنية الفضية والنحاسية والأوعية المصنوعة من الجزع والهيصمي واللازورد وسائر ضروب الأحجار الكريمة فيحملونها إلى ديارهم

<<  <  ج: ص:  >  >>