للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علامة للظفر والانتصار على عدوهم الأزرق باستيلائهم على تحف هياكله المقدسة ومجوهراته كما حدث للعبرانيين بعد ذلك بقرون. فأن نبوكد نصر الملك العظيم لما

قهر الأمة الإسرائيلية حمل آنيتهم المقدسة المصنوعة من الذهب والفضة من هيكل أورشليم إلى بلاد بابل وقد خف لاستقباله الكهنة وشيوخ المدينة مستبشرين متهللين بفوزه المبين.

أما المحفورات والأواني الخزفية والمصابيح والقناديل وما يضارعها من أدوات الزينة التي تحطمت كسراً عديدة حينما هجم الجيش الغالب على الهيكل للسلب والنهب؛ ولم تكن تصلح لشيء ما فألقيت في النفايات وطرحت في الزوايا ومنها دفن في أنقاض المباني فشيدت فوقها الأسس وقامت عليها العمارات ولم يحفل بها لأنها عدت في ذلك الحين من سقط الديار، فتلك العروض التي نبذها الفاتحون نبذ النواة ورموا بها عرض الحائط كشيء خسيس تافه أصبح في نظر الأثريين لا نظير له، بل لا يقاس بثمن لأنها وقفتهم على حياة أبناء تلك القرون وأنبأتهم بأساليب عيشتهم وصور عباداتهم وفنون حروبهم وضروب من شن غاراتهم.

إن عثور المنقبين على تمثال (دا او ود) بين أنقاض قاعدة هيكل أور أنجور وعلى قطع تماثيل أخرى وشظايا أوان حجرية. (وقد وجدت مبعثرة تحت طبقات الأرض) تثبت قولنا كل الإثبات وتؤيد ما كتبه رجال التحقيق والتدقيق في مصنفاتهم وخلاصة قولهم: إن الأمة المغلوبة على أمرها كانت تسلم الذل والمسكنة وتمسي صاغرة لا حول لها ولا طول، فينزع من هياكلها وقصور ملوكها كل التحف والآثار النفيسة قسراً.

إني رأيت أولاً أن أبحث في التماثيل التي زينت هياكل أدب لأن أهميتها في نظر الباحثين تفوق سائر التحف، ومنها تمثال الملك (دا او ود) إذ أن منزلته عظيمة عند الأثريين. وقد قال بعضهم أنه أقدم تمثال في العالم وعليه سأفرد له مقالا قائما برأسه وأنشره على صفحات هذه المجلة في فرصة أخرى.

لقد عثر المنقبون على رؤوس تماثيل واذرع وأقدام وملابس ليست من الهيكل فقط، بل من جميع أطراف خرائب بسمى، فبعد أن أتموا جمعها وأكملوا تنسيقها ألفوا أن حجمها لم يكن واحدا فبينها الصغير والمتوسط والكبير، ومنها

<<  <  ج: ص:  >  >>